الخميس، 20 ديسمبر 2012

خرافة نهاية العالم .. خطة رأسمالية لإنعاش الإقتصاد (فيديو وصور)

كتبت - آيات عبد الباقي

" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "( الاعراف 187﴾.
رغم التصريح من خالق الكون تعالي انه انفرد وحده بموعد قيام الساعة ونهاية العالم ، إلا اننا نجد تحدٍ صارخ وإعلان بيّن للكفر بتلك الحقيقة على الرغم من فشل كل المحاولات السابقة في تحديد نهاية العالم والتي كان أخرها عام 2010، لتعود "المايا" ومؤيديها إلى إعلان الحرب على الحق مجددا لتعلن أن غدا الجمعة الموافق 21  ديسمبر / كانون الأول نهاية للعالم بأكمله.

فالعالم الغربي بأكمله يتحدث الآن عن حقيقة نبوءة شعب "المايا" حول انتهاء العالم الموافق غدا 21/12/2012، بسبب حادث كوني كبير "سيقلب الأرض رأسا على عقب،" بعد أن يرتطم جسم ضخم سمي كوكب "نيبيرو" بالكرة الأرضية منهيا كافة أشكال الحياة عليها.
وجاء في دراسة نشرت على مجلة تايم الأمريكية، أن نحو 10 في المائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالفعل بهذه النبوءة.
وتقول تنبؤات "إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين وذوبان الثلوج".
وذلك اليوم يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، كما أنه سيشهد توازي الشمس مع مجرة درب التبان، لأنه وبحسب حسابات "المايا" دورة الحياة التي يبلغ طولها 5126 سنة ستنتهي في 21 ديسمبر/كانون الأول 2012.

خزعبلات
إن نظرية نهاية العالم غدا ليست متوقفة على حضارة المايا فقط، فقد أشار المتنبئ الفرنسي الشهير "نوسترأداموس "سنة 1890، إلى أن الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية ستضطرب بنهاية الألفية الثانية وستسبب دمار الحياة بعد 12 عاما فقط.

أما عالم الرياضيات الياباني "هايدو ايناكاوا" الذي عاش قبل أكثر من نصف قرن، فقد تنبأ بأن كواكب المجموعة الشمسية سوف تصطف في خط واحد خلف الشمس، وأن هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض بحلول 2012.

وتفيد معلومات سريّة تسربت من (ناسا) باكتشاف كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا، إضافة إلى الكواكب المتعارف عليها، وهو ذو قوة مغناطيسية هائلة، وبالتالي فهناك أخطار كثيرة لو اقترب من مسار الأرض.
من جانبها قالت صحيفة الجارديان البريطانية :"إن الشعب الروسي خائف من تحقق نبوءة شعب "المايا" القائلة بأن يوم القيامة سيكون غدا الجمعة".

وذكرت الصحيفة أن الشعب الروسي في جميع أرجاء الدولة مشغول لأكثر من شهر في شراء الشموع والملح والمصابيح اليدوية، تحايلا منهم على نبوءة يعتقد البعض بأنها ستتحقق مع انتهاء تقويم المايا يوم الجمعة المقبل.

وصدرت روايات وأفلام كثيرة تحاكي الكارثة في ذلك التوقيت الذي تم تحديده قبل أكثر من 3 آلاف عام من قبل شعب حضارة "المايا" الذي سكن في أجزاء من المكسيك وفي شمال جواتيمالا قبل ما يقارب من 5 آلاف عام، ومنه فيلم "2012" الذي حاكى الكارثة وأوجد النجاة في سفن عملاقة خرجت من منطقة التبت الصينية، تحمل الهاربين من نهاية العالم إلى مصير مجهول.

ومظاهر هذا التخوف الصيني كثيرة ومتعددة من نهاية العالم غدا، حيث قام قروي صيني من إقليم شينجيانغ أخذ الموضوع بجدية زائدة واستثمر مدخراته لبناء سفينة "أطلق عليها سفينة نوح الجديدة " تقيه الفيضانات التي ستحدث خلال هذا اليوم، وعلى الرغم من أنه يأمل أن يساعده القارب على النجاة، إلا أنه أقر بأن ذلك لم يكن دافعه الوحيد، بل رغب أيضا في استخدام القارب للاستمتاع بالمنظر في نهر "تريم" الصيني، وتأمين خدمات النقل البحري في حال نجا العالم من الكارثة.

تفسير خاطئ

بينما استنكرت إحدى زعيمات السكان الأصليين في جواتيمالا والحائزة على جائزة "نوبل" إن :"الضجة المثارة حول المخاوف المتعلقة بنهاية العالم والتي تقوم على قراءة تقويم حضارة المايا القديمة تستند إلى تفسير خاطئ لنظرة تلك الثقافة إلى العالم". وربطت تلك الضجة بالرأسمالية الحديثة.

وخصصت صحيفة "لاجازيتا ديللو سبورت" الرياضية المعروفة عددها الصادر اليوم الخميس لرواية تاريخ الرياضة تحسبا لتحقق نبوءة حضارة المايا القديمة حول نهاية العالم يوم 21 من الشهر الجاري.

طوق النجاة !

وقدم العديد إرشادات حول كيفية النجاة من هذا اليوم، فالبعض يعطي تعليمات بشأن ما يجب أن ترتدي، ومنها قمصان كتب عليها "2012.. النهاية"، أو "قيامة 2012".

كذلك أصبح جبل رتانج في بلغراد مكانا آمنا، بحسب "خبراء الطاقة"، بسبب شكله الهرمي، وفي فرنسا، تتجه الانظار الى قمة جبل بوغاراش الذي يقال انه سيكون ملجأ آمنا، وقد ارتفع سعر الغرفة في بعض فنادقه الى 1500 يورو في الليلة المنتظرة، تدفع مسبقا.

وفي غرب تركيا، تجذب قرية "سيرينس" الباحثين عن ملجأ، لايمانهم بان هذه القرية آمنة، لانها المكان الذي سترفع منه السيدة العذراء الى السماء. كذلك، انتشرت في بلدان عدة "مخابئ آمنة"، كما في الولايات المتحدة وروسيا وشرق فرنسا.

أما على صعيد الكتب، صدر كتاب Apocalypse 2012، والذي يدرج فيه المؤلف لورنس جوزيف مجموعة من الاحتمالات التي يمكن أن تحصل في ذلك اليوم، إلا أن جوزيف يعتقد أن هذا اليوم لن يشهد نهاية العالم.

وأكد المسئولون عن مخبأ شوننبورج على مشارف بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا على الحدود بين فرنسا وألمانيا أنهم سيفتحون المخبأ لمن يريد التحصن به ضد أحداث يوم القيامة الذي يعتقد البعض انها سوف تقع غدا الجمعة، على حد قولهم.

وسيفتح الحصن الخرساني أبوابه الثقيلة بالفعل في تمام الساعة الثامنة مساء اليوم الخميس بتوقيت وسط أوروبا ليسمح للراغبين في الاختباء به في البقاء هناك حتى الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة، علي أن دخول الحصن لن يكون مجانا وأن جمعية أصدقاء خط ماجينو تفرض رسوم دخول بواقع 7 يورو للشخص البالغ و 5 يورو للطفل.

فكرة انتهازية

وقد حرّكت نبوءة "المايا" المفترضة حول نهاية العالم الجمعة 21 كانون الاول / ديسمبر، العجلة الاقتصادية في مناطق كثيرة في المكسيك وبقية دول امريكا الوسطى، حيث تحوّلت نهاية العالم موردا كبيرا لقطاع السياحة.

وجذبت المواقع الاثرية لحضارة المايا السياح، وخصوصا انه يتردد ان تلك المواقع ستكون بمنأى عن اي خطر، ربما بسبب "الطاقة الايجابية" فيها، او "للقوى الجوفية" تحتها ، إلا أن العديد من المفكرين ارجعوا ظهور وتداول تلك الفكرة إلى أنه مخطط رأسمالي انتهازي لزيادة نسبة الشراء ومن ثم جني رأس مال يفوق اضعاف المكسب في الأيام العادية.

يذكر أن نبوءة نهاية العالم طبقا لحضارة المايا انعكست أيضا على عالم السينما في صورة فيلم "2012" الذي عرض عام 2009 وحقق إيرادات كبيرة.

ناسا تحذر

من جهتها قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإصدار العديد من التحذيرات عدم صحة هذه النبوءة التي راجت بشكل كبير في الأوساط الإعلامية وحلقات النقاش إلى درجة أن البعض قاموا بعمليات تخزين لسلع عديدة وتحضير الملاجئ بكافة المستلزمات استعدادا لاستقبال كوكب نيبيرو.

وأكدت وكالة ناسا من أن عمليات المراقبة في كافة مواقعها المنتشرة وبالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية أكدت على عدم وجود أي كوكب بالقرب من الأرض أو حتى أجرام سماوية بعيدة من الممكن أنها تسير بسرعات عالية جدا بحيث ستصل الأرض وترتطم بها خلال الشهر الجاري.

وبينت ناسا أن كوكب نيبيرو ذاع صيته في العام بداية الألفية الجارية، وأنه سيرتطم بالأرض مسببا إبادة كلية لكافة أشكال الحياة العام 2003 وهو الأمر الذي لم يحصل.

المايا في سطور

والمايا قبائل هندية أسست حضارة مدنية في أميركا الجنوبية، بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي. ففي وقت كانت فيه باريس ولندن مجرد قرى بدائية كانت مدن مثل تايكال وتيهاكان تملك طرقا مرصوفة وأكثر من مائة ألف نسمة.. ويزعم المايا أن لديهم مهارة خارقة في علوم الفلك والرياضيات ورصد الأحداث.

وتتضح براعتهم بوضع ما يعرف بـ "تقويم المايا" الذي استطاعوا من خلاله التنبؤ بالفيضانات وهبوب الأعاصير ومواسم القحط والجفاف. وهو عبارة عن جداول رياضية تتكرر بنمط دوري وتتوافق فيها الايام مع التواريخ (كأن يوافق الأول من فبراير عام 2099 يوم السبت، والأول من فبراير عام 1982 يوم الثلاثاء)!!.
ويؤمن المايا بأن البشر يخلقون ويفنون في دورات تزيد قليلا عن خمسة آلاف عام. وبما أن آخر سلالة بشرية ـ من وجهة نظرهم ـ ظهرت قبل 3114من الميلاد فإن نهايتهم ستكون عام 2012(وتحديدا في 23ديسمبر من ذلك العام). والغريب أن هذا التخمين يتوافق تقريبا مع ما جاء في التوراة من أن الله خلق الإنسان قبل 3760عاماً من الميلاد، كما يتوافق مع ظهور الإنسان المتحضر وأول كتابة في العراق!!.
  • بلوجر
  • فيسبوك
أترك تعليقا باستعمال بلوجر

ليست هناك تعليقات :

أترك تعليقا باستعمال الفيسبوك
كافة الحقوق محفوظة ل موقع أم مها: كل ما يهم المرأة - تصميم آر كودر

زر الواتساب يشتغل في الهواتف فقط