من الآن إلى سنة 2025 ، فيأخذ داء السكري بذلك شكل وباء جديد، خاصة أنه يعد من الأمراض التي تنمو في الظل، دون أن تظهر له في البداية علامات خاصة، مما يعطيه عند اكتشافه والإعلام به صيغة الصدمة.
نظمت جمعية الغدد الصماء ومرض السكري (ADEC) لقاء طبيا من أجل التحسيس بهذا المرض وقدمت دليلا شاملا له ولكيفية التعامل معه بشكل طبي خلال شهر رمضان المقبل.
أنواع السكري
هناك نوعان لداء السكري : النوع 1 والنوع 2، وفي بعض الأحيان يظهر السكري أيضا أثناء الحمل فيوصف آنذاك بالسكري الحملي.
السكري من نوع 1: ظهور السكري من نوع 1 في الطفولة والمراهقة أو عند الكهولة، ويتميز بالغياب الكامل لإنتاج الأنسولين، والمصابون به يتناولون حقنات يومية من الأنسولين قصد الحياة.
السكري من نوع 2: ظهور السكري من نوع 2 يأتي بعد مدة طويلة من الحياة وبصفة عامة بعد الأربعين سنة.
الأغلبية العظمى من المصابين بالسكري يشكون من هذا النوع (حوالي٪ 90 من الحالات)، ومنذ بضع سنوات، لوحظ أن هذا النوع من السكري أخذ يظهر قبل الأوان المعتاد وعند بعض الناس المعرضين له، وقد يظهر في الطفولة. وهذا النوع 2 خفي أكثر من غيره وقد تكون عوارضه قليلة لا ينتبه لها أحد طيلة سنوات عدة. وللأسف، عندما يتم تشخيصه، يكون قد فعل مفعوله.
عواقب السكري
في الدول الغربية، يبقى داء السكري السبب الرئيسي للعمى ولاستعمال الكلية الاصطناعية وكذلك للجوء إلى زرع الكلية.
المضاعفات التنكسية
الزيادة السكرية عند المصابين بداء السكري تضر تدريجيا بالعروق الدموية الصغيرة للكلى والعيون، وكذلك الأعصاب، وتنسد هذه القنوات، وإذا لم تعد بعض أطراف جسمنا تسقى، فإنها قد تموت. فالزيادة المستمرة للسكر في الدم تنتج عنه، إذن، مضاعفات مثل العمى ونقصان في النشاط الكلوي وأمراض أعصاب الساقين، والنتيجة في هذه الحالة ربما تصل إلى تدهور العروق التي تتحكم في الجنس.
المضاعفات الجلدية
إذا عولجوا بصفة غير ملائمة، فإن مرضى السكري يتأثرون أكثر من باقي الناس من أمراض الجلد والفم والأمراض النسوية، لأن نتائج الجراثيم تتفاقم بسرعة عند مرضى السكر، والأرجل المصابة عندهم تكون ضعيفة، مما يجعل الجروح التي تعالج علاجا غير مناسب تتعرض إلى التآكل وبالتالي إلى البتر.
المضاعفات الحادة
إن نقص السكر، وهي الحادثة كثيرة التكرار، من الممكن أن يترتب عنه بعض الانزعاج الخفيف لا غير، ولكن إذا لم يعالج، فقد يذهب بالمصاب إلى فقدان الوعي وإلى عواقب عصبية لا رجعة فيها. والحماض السكري من الممكن أن يكون قاتلا، فعندما يصبح الجسم في خصاص من الأنسولين، فإنه يعوض السكر بوقود آخر، وهي الحوامض الدهنية، فتنتج عن ذلك مواد تزيد من حموضة الجسم.
وإذا لم يكن هناك أي يتدخل، فقد يترتب عن هذه الحالة صعوبة في التنفس وغيبوبة، وربما الموت.
الغيبوبة الأسمولية وهي حادثة قلما تقع، نجدها بالخصوص لدى المصاب الذي يبلغ أكثر من 60 سنة تبعا لجفاف حاد عند حدوث التهابات، فيصعد السكر آنذاك إلى مستوى عال جدا ويصير دخول المستشفى فوريا وتحدث الوفاة بعد انخفاض مفاجئ لضغط الدم، بالرغم من العلاج الاستعجالي بالأنسولين.
الأثمان
إن العدد المتزايد لهذه الحالات تترتب عنه عواقب وخيمة بالنسبة للمجتمع، خاصة إذا أخدنا بعين الاعتبار أن ٪ 40 من المصابين بالسكري سيعرفون مضاعفات خطيرة، بل قاتلة. إن داء السكري سبب من الأسباب الرئيسية للعمى والبتر غير الناتج عن صدمات والنقص الكلوي وعامل بارز في أمراض القلب والعروق وفي حوادث هذه القنوات بالمخ.
الصيام في رمضان
أظهرت الدراسات أن 50 مليونا من الأشخاص المصابين بالسكري يواصلون الصيام أثناء شهر رمضان رغم نصائح مهنية للهيئة الطبية. وأثناء شهر رمضان، ينقطع المصابون بالسكري نوع 2، الذين يصومون، عن الأكل والشرب وتناول الأدوية عن طريق الفم من الفجر إلى غروب الشمس.
و من المفترض أن يعفى من الصوم المصابون بالسكري، ولكن رغم هذا الإعفاء فإن الكثير منهم يصومون.
استشارة الطبيب
أظهرت الدراسات أن الصوم نظرا لما يغيره من عادات في الأكل أثناء رمضان يمكن أن تنتج عنه مضاعفات عند مرضى السكري نوع 2، وهذه المضاعفات هي بالخصوص نقص السكر في الدم وارتفاعه والحموضة السكرية وختار الدم والجفاف.
بالنسبة للمصابين بداء السكري نوع 2 الذين يقررون شخصيا صوم شهر رمضان، يمكن أن ينتج عن نقصان الطعام عندهم وتناول بعض الأدوية المضادة لداء السكري في الوقت نفسه ارتفاع احتمال حدوث نقص في السكر وعوارض هذا النقص، أي معدل ضعيف للسكر في الدم، قد يظهر عبر العرق والدوار والجوع والغضب، ومن الواجب أن يعلم هؤلاء المرضى طرق التعرف على هذه العوارض.
إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار نقص السكر، أي انخفاض السكر في الدم، فقد تكون لذلك عواقب مثل فقدان الوعي والاختلاج، وهي حالات تتطلب علاجا استعجاليا، لذلك فإن الجمعية الأمريكية لداء السكري تؤكد في توصياتها حول تدبير السكري أثناء رمضان على أن الأشخاص المصابين بالسكري والذين يودون الصيام من الواجب عليهم استشارة الطبيب قبل هذا الشهر.
تحضير رمضان
إن الجمعية الأمريكية لداء السكري تؤكد في توصياتها حول تدبيره أثناء رمضان أنه من الواجب على الأشخاص المصابين بالسكري نوع 2، والذين يودون الصيام أثناء رمضان أن يقوموا بزيارة الطبيب شهرا أو شهرين قبل ذلك.
الأشخاص المصابون بالسكري نوع 2 في حاجة أيضا إلى تلقي تكوين وتوصيات صالحة من أجل اليقين بأنهم فهموا مخاطر الصوم وأن باستطاعتهم التعرف على عوارض نقص السكر بالدم.
هناك كتيب عنوانه MSD هيأته مختبرات MSD حول تدبير الصيام يحتوي على نصائح عملية من أجل تدبير داء السكري في رمضان من لدن المرضى الذين يصومون، ويحتوي هذا الكتيب على :
- معلومات في شأن اﻟﻤﺨاطر المرافقة للصيام.
- الحاجة إلى تقديرات طبية قبل رمضان أو مناقشة ذلك مع الأطباء.
- توصيات من أجل مساعدة المرضى على تدبير داء السكري أثناء رمضان.
- لوحة معدلات مستوى السكر بالدم ليتمكن المرضى من متابعة مرضهم بصفة أكثر تكرارا أثناء رمضان.
- يومية رمضان كنقطة مرجعية بسيطة لدعم المرضى في تدبير استهلاكهم اليومي واختيار ساعة تناول أدويتهم.
ليست هناك تعليقات :