Montag, 29. Oktober 2012

خطوات تساعدك على احتواء ابنتك المراهقة

بواسطة
خطوات تساعدك على احتواء ابنتك المراهقة


دائماً ما تتساءل الأمهات: لماذا تكرهني ابنتي المراهقة؟ متجاهلة أنها قد تكون هي السبب في ذلك نظراً للأخطاء المتكررة في التعامل مع الابنة، وإفشاء أسرارها أمام الأب والأشقاء، وإشعارها بأن أفكارها وآرائها عديمة القيمة. وتقدم "إيلاف" نصائح لبناء علاقة سليمة بين الأم وابنتها يكون عمادها الحب والود والإحترام المتبادل.
تغيرات
وحسبما يرى الدكتور أحمد السيد مدرس الصحة النفسية بجامعة عين شمس، فإن التوتر بين الأم وابنتها ينشأ نتيجة عدم وجود مساحة من التفاهم بينهما أو لجهل الأم أحيانا بطبيعة المرحلة التي تمرّ بها الفتاة. وقال السيد إن المراهقة مرحلة خطيرة في حياة كلِّ فتاة، مشيراً إلى أنها تتعرّض للكثير من التغيرات الجسمية والبيولوجية والعقلية والانفعالية والنفسية والتي تسمى بذُروة النمو إذ تنتقل الفتاة من الطفولة إلى الأنوثة. ولفت إلى أن ذلك يتطلب أن تكون الأم على وعي بطبيعة تلك المرحلة، وتراعي تلك التغيرات أثناء تعاملها مع الفتاة. و أكد إفتقار المجتمع العربي لتلك الثقافة حيث تقوم التربية على الفطرة وليس التعامل بشكل علمي، رغم أن العلم يشكل العلاقة بطريقة أفضل وفهم أوضح. 
غياب الأم 
يشير السيد إلى أن المراهقة تعد مرحلة الاستقلالية إذ ترى الفتاة في نفسها أنها قد وصلت لمرحلة عمرية تؤهلها لأن تكون صاحبة القرار، وهو ما يتعارض مع رغبة واهتمامات والدتها, وكلما اتسعت الفجوة بين رغبات الأم واهتمامات الابنة كلما تفاقمت المشكلة. وأضاف أن خروج المرأة للعمل في مجتمعنا ساهم في تقليل اهتمامها بمنزلها، لافتاً أن التعامل مع مشكلات البنات يحتاج وقت وجهد وهدوء أعصاب وفراغ جزئي قد لا يتوفر للمرأة العاملة مما يجعلها تُهمل الحديث مع ابنتها والتعرف على مشاكلها، فتوتر العمل واحتياجاته وضغوطه لا تترك طاقة نفسية أو جسدية للأم للتركيز مع الأبناء، فضلاً عن أن إهتمام المرأة في المنزل عادة ما ينصب على الأعمال المنزلية و إعداد الطعام، بشكل يستنزف وقتها وجهدها فتنصرف عن أبنائها وتظن أنها غير مقصّرة في حق أسرتها. 
ويسوق السيد عدة أسباب أخرى تضعف العلاقة بين الأم وابنتها فيقول إن الحماية الزائدة والخوف على الفتاة من التجربة له دور مهم في تفاقم مشكلات الأم مع ابنتها، وقال: "من ضمن عيوب مجتمعنا العربي، أننا لا نملك ثقافة التجربة والخطأ، والفتاة بحاجة للاحتكاك والتعرف على الحياة بعينها وليس بعين الأم". مشيراً إلى أن عدم المرونة في التعامل والتفاهم والتواصل, يؤدي إلى سوء الفهم بين الطرفين ومن ثم ازدياد في توتر العلاقة.

الانتقاد والتعنيف 

فيما يرى الدكتور محمود رامز مدرّس الصحة النفسية بجامعة عين شمس، إن إفتقاد الأم القدرة على مصادقة ابنتها والانتقاد و التعنيف الدائمين على كل كبيرة وصغيرة، ما يجعل الابنة تتردد في الحديث مع والدتها أو إطلاعها على مشاكلها. وقال رامز ل"إيلاف" إن هناك أسباب أخرى وراء عدم بوح الابنة لأمها باسرارها، منها: عدم حفظ الأم لأسرار ابنتها والتحدث بها أمام الأب أو الأُخوة أو الأقارب، والسخرية المستمرة من أفكار الفتاة وآرائها، والإستخدام المطلق للسلطة، والتعامل مع مشكلاتها بفتور وعدم اهتمام ما يجعلها تفقد الثقة في نفسها و تمتنع عن التعبير عن رأيها لأنها غدت تعرف إجابات وردود أفعال الأم مسبقاً.

صراع الأجيال 
ويحذر رامز الأم من التدخل المطلق في تفاصيل حياة ابنتها، مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن تسلط وليس مشاركة ويسبب إزعاج للفتاة التي تبحث عن قدر من الخصوصية في تلك المرحلة. كما يحذر من تحويل أخطاء الابنة إلى خلاف شخصي مما يضطر الفتاة لعدم إطلاع أمها على كثير من الأمور مهما كانت صغيرة خشية تضخيمها. كذلك يحذر رامز من محاولات الأم فرض شخصيها على ابنتها، ورغبتها في أن تكون نسخة منها في تصرفاتها، دون أن تراعي استقلالية شخصية الفتاة، مما يؤدي إلى ما يعرف بصراع الأجيال. 

الإستماع لها
أما عن الخطوات التي ينبغي على الأم إتباعها لتكسب ودّ إبنتك، يقدم الدكتور أحمد السيد مجموعة من النصائح هي: عدم التعامل مع الابنة في هذه المرحلة كبقية أفراد الأسرة, فاختلاف المراحل العمرية للأبناء و اختلاف الشخصيات يقابله اختلاف في الاستعداد النفسي لكل منهم. وأضاف أنه يجب على الأم ترك مساحة للفتاة من التجربة والخطأ حتى تتعلم من أخطائها، مشيراً إلى أن النمو يأتي عن طريق تعامل الإنسان مع تجاربه الذاتية وأخطائه. وشددّ على ضرورة إشراك الأم لابنتها في الحوار والتخطيط لمستقبلها ومستقبل الأسرة، وخلق مساحة مشتركة بينهما , ومحاولة فهم الابنة ووضع قواعد للتفاهم بينهما وألا تخجل الأم من إخبار إبنتها بحبها لها والقيام بأشياء تجعلها تعرف أنها تحبها وأنها مهمة بالنسبة لها فالبنات بحاجة لإخبارهن بحب وحنان أمهاتهن ، بالإضافة إلى مشاركة الإبنة مشاكلها وهمومها و التعرف على أصدقاءها والتحدث إليهم والثناء عليهم أمامها بدلًا من السخرية منهم. ولفت إلى ضرورة أن تكون الأم كلها آذان صاغية مع ابنتها، وأن تستمع إليها أكثر من التحدّث. كما ينبغى ألا يرتبط الحب بمقابل فعندما تعاقب الأم ابنتها يجب ألا تشعرها بالكراهية أو أنها عديمة القيمة حتى تبقى المودّة والمحبّة هي الفيصل في العلاقة. ويوجه السيد الأم إلى ضرورة عزل الأبناء عن مشاكلها مع زوجها، وعدم اقحامهم فيها، فخروج الخلافات عن حدود اللياقة والأدب يؤثر في شخصية الأبناء بشكل عام.
  • بلوجر
  • فيسبوك
أترك تعليقا باستعمال بلوجر

Keine Kommentare :

أترك تعليقا باستعمال الفيسبوك
كافة الحقوق محفوظة ل موقع أم مها: كل ما يهم المرأة - تصميم آر كودر

زر الواتساب يشتغل في الهواتف فقط