- ما هي فوائد أقراص منع الحمل؟
< تبقى الفائدة الأولى والأهم هي التنظيم العائلي، لأن الدراسات تظهر أن هناك فئات من النساء ينصحهم الأطباء بعدم الإنجاب، تجنبا للمضاعفات، وهكذا فالحمل
عند النساء الأقل من 18 سنة مهدد بالإجهاض التلقائي أو بالولادة قبل الأوان، لفقر الدم وارتفاع ضغط الدم، كما يكون هناك خطر نقصان نمو الجنين وزيادة في نسبة وفيات الأجنة.
أما بعد 40 سنة فتكون المرأة معرّضة لمرض السكري، لارتفاع الضغط الدموي وللتعفن البولي.. أما جنينها فيمكن أن يصاب بقصور النمو أو بالزيادة في نسبة التشوهات. كما أن تقارب الولادات (أقل من سنتين) قد يكون سببا في عدد من المضاعفات عند المرأة، بسبب عدم استعادتها كاملَ عافيتها، ونذكر من هذه المضاعفات فقر الدم والضغط النفساني والحسي. أما الجنين فيصاب بالإسهال وبسوء التغذية وبالأمراض المعدية، بسبب التوقف المبكر عن الرضاعة الطبيعية. كما أن تجاوز الحمل الخامس قد يؤدي بالمرأة إلى الإصابة بفقر الدم، إلى الولادات الصعبة وإلى نزيف الولادة.
-هل هناك منافع أخرى للأقراص؟
< منافع أقراص الحمل متعددة وتهمّ معالجة آلام الحيض، البطانة المهاجرة، الرحمية والخارجية. كما تـُمكـّن أقراص منع الحمل من علاج متلازمة ما قبل الحيض والاضطرابات المصاحبة للتغيرات الهرمونية وتـُمكـّن، كذلك، من علاج «الشقيقة»، المصاحبة للحيض.
نذكر كذلك أن أقراص منع الحمل، إذا اختيرت بطريقة علمية، تمكـّن من علاج حب الشباب ومنع ظهور الشعر الذكوري وكذلك تزايد سقوط شعر الرأس.
-ما هو دور هذه الأقراص في مرحلة ما يسمى سن اليأس؟
< في ما يخص مرحلة ما حول سن اليأس تلعب هذه الأقراص دورا أساسيا، حيث تمكـّن من علاج الأعراض المصاحبة وتنظـّم الدورة الدموية وتحُول دون هشاشة العظام، كما تؤخذ أقراص منع الحمل كعلاج في حالة سن اليأس المبكر.
-إلى أي حد تلعب هذه الأقراص دورا في تقليص نسبة الإصابة بالسرطان؟
< تشير الدراسات إلى نقصان نسبة الإصابة بسرطان الرحم، المبيض والقولون بنسبة جد مهمة عند مستعملي أقراص منع الحمل. كما صار من المُسلـَّم به لدى الأطباء أن نسبة الوفيات بالسرطانات وبأمراض القلب والشرايين تكون أقل حين يتم استعمال أقراص منع الحمل.
وماذا عن المضاعفات السرطانية؟
< تبقى المضاعفات السرطانية من أهم المواضيع التي تحظى باهتمام المختصين والمستعملين وشركات صناعة الأدوية، لِما له من أثر ومضاعفات.
وهكذا يحظى سرطان الثدي بنصيب الأسد، فرغم كثرة المقالات والدراسات بهذا الخصوص فإن الجدل ما يزال قائما بين منكر لزيادة نسبة الإصابة وبين معترف بوجودها لكنْ مع التأكيد على ضآلتها ومحدوديتها وبساطتها وضعف تنقلها إلى باقي الأعضاء الأخرى. وهكذا ورغم تباين الأرقام نخص بالذكر دراستين:
الأولى تبيّن أن نسبة التزايد ترتفع مع مدة الاستعمال، وهكذا فالنسبة قد تتراوح ما بين 5 حالات من بين كل 100000 امرأة في السنة حينما تكون المدة تتراوح بين 16 و19 سنة من الاستعمال إلى 47 حالة بعد 25 و29 سنة من الاستعمال.
أما الثانية فأظهرت أن الزيادة تهم 11 حالة لدى كل 100000 مستعمِلة في السنة بين النساء الأقل من 45 سنة. أما بين النساء أكثر من 45 سنة فتصل نسبة النقصان إلى 17 حالة من كل 100000 مُستعمِلة في السنة.
كما نذكر من بين العوامل المسببة لهذا السرطان استعمال الأقراص قبل سن الـ20، وكذلك وجود حمل وولادة مؤخرين واستعمال مُطوَّل للأقراص (أكثر من 10 سنوات) مما جعل بعض المختصين ينصحون بعدم استعمال الأقراص لمدة تتجاوز 10 سنوات، وخصوصا إذا كانت هناك حالات عائلية لسرطان الثدي.
كما أن المنظمة العالمية للصحة لا تمنع استعمال أقراص منع الحمل في حالة تواجد حالات عائلية وتواجد جينات ذات علاقة مع سرطان الثدي (BRCA1 et BRCA2).
وتلعب مراقبة النساء خلال استعمال أقراص الحمل دورا أساسيا، حيث تمكـّن هذه المراقبة من تشخيص الحالات التي تكون التربة المساعدة على ظهور السرطان وتمكـّن كذلك من تشخيص أي مستجد يهمّ الثديين، مما يساعد على التشخيص والعلاج المبكـّرين.
أما سرطان عنق الرحم فهو السرطان الوحيد الذي أثبتت الدراسات علاقته باستعمال الأقراص، لكن هذه الزيادة تبقى ضعيفة وتهمّ النساء المصابات بالتعفنات من نوع «HPB»، مما يستوجب، حسب المختصين، ملاحظتين مهمتين:
-محاولة الحد من الإصابات بفيروس «HPV»، بالحث على العفة وبالحث على التلقيح قبل بداية العلاقات الجنسية.
-ضرورة مراقبة عنق الرحم بانتظام، لضبط الحالات ما قبل السرطانية وعلاجها، كما تجب الإشارة إلى الدور الذي يلعبه التدخين، إضافة إلى هذين العنصرين.
أخصائي في أمراض
النساء والولادة
Keine Kommentare :