المكتبة المقروءة
اسعد إمراة في العالم |
المقدمة http://www.algarne.com
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى وصحبه ومن والاه ، بعد:
فهذا
كتاب يناشد المرأة أن تسعد بدينها ، وتفح بفضل الله عليها ، وتستبشر بما
عندها من نعم ، انه بسمة أمل ، نسيم رجاء ، وإشراقة بشرى ، لكل من ضاق
صدرها ، كثر همها ، زاد غمها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقب اليسر بعد
العسر ، ويخاطب عقلها الذكي ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافية ، ليقول لها :
اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ، تفاءلي ، فإن الله معك ، والله
حسبك ، الله كافيك ، والله حافظك وليك .
أختاه
: أقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآية المحكمة ، والحديث الصادق ، والقول الفصل
، والقصة الموحية ، البيت المؤثر ، والفكرة الصائبة ، التجربة الراشدة ،
أقرئي هذا السجل ليطارد فيك فلول الأحزان ، وأشباح الهمم، وكابوس الخوف
والقلق ، طالعي هذا الديوان ليساعد على تنظيف الذاكرة من ركام الأوهام ،
أكوام الوساوس ، ويدلك على رياض الإنس ، وبستان السعادة ، وديار الإيمان ،
وحدائق الأفراح ، وجنات السرور ، عسى الله أن يسعد في الدارين بمنه وكرمه
انه جواد كريم .
وقد
جعلته كنزاً يحوي حليا زاهيا تتجملين به ، فيه من بريق الحسن ، ولمعان
الجمال ، وسناء الحق ، ما يفوق وميض الذهب ، و إغراء الفضة ، سميت فصوله
بأسماء الحلى ، من سبائك ، وعقود ، وفرائد ، ومرجان ، وجمان ، وجواهر ،
وخواتم ، والماس ، وزبرجد ، وياقوت ، درر ، ولآلي ، وزمرد ، وعسجد .
فإذا
كان هذا الكتاب عندك فلا عليك من كل زخرف دنيوي ، وزينة جوفاء ، ومظاهر
زائفة ، وموضات تافهة ، فتحلي بهذه الحلية ، والبسيها في مهرجان الحياة ،
وتزيني بها في عرس الدنيا ، وفي أعياد السرور ، ومواسم الأفراح ، وليالي
البهجة ، لتكوني – إن شاء الله – ( أسعد امرأة في العالم ) :
إن سبيل سعادتك
يكمن في صفاء معرفتك نقاء ثقافتك ،وها لا يحصل بالقصص الرومانسية الخيالية
التي تجر القارئ إلى الخروج من واقعه والذهاب بعيدا عن عالمه ، وقد تجدين
فيها أحلاما وردية ، وخمرة أوهام مسكرة ، ولكن ثمارها إحباط وانفصام في
الشخصية ، وكآبة قاتلة ، بل ما هو اخطر من ذلك كقصص ( أجاثا كريستي ) التي
تعلم الخدام والجريمة والنهب والسلب وقد طالعت سلسلة ( رائع القصص العالمي )
وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلابة الجذابة ، الحازة على جائزة نوبل ،
فألفيتها مشوبة بكثير من الأغلاط الكبرى والحماقات . ولا شك أن في بعض
روائع القصص العالمي روايات جيدة ، من حيث رقي الفن القصصي والعمل الروائي
.. كرواية( الشيخ والبحر ) لآرنست همنغواي ، وأشباهها من القصص التي جانبت
الفحش والرذيلة ، وسلمت من غوائل الانحطاط الأخلاقي والإسفاف الأدبي.
فحق
على كل راشدة أن تطالع التراث القصصي الراشد : مثل كتب الطنطاوي والكيلاني
والمنفلوطي الرافعي و أمثالهم ، ممن لديه طهر ، وعنده ضمير حي ، ويحمل
رسالة واعية ، وإنما ذكرت هذا : لأنني حرصت على نقاء كتابي من لوثة الأجنبي
، وسم المنحرف ، وغثاء التافهين ، فكم من ضحية لمقالة ، وكم من قتيل
لرواية ، والله الحافظ .
وعلى كل حال ، فلا أجل ولا أحسن من قصص الله في كتابه ، ورسوله r
في سنته ، التاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين ، فسيري
على بركة الله ، فأنت السعيدة بما عندك من دين وهدى ، وبما لديك من عقيدة
وميراث.
أهلاً بك
أهلاً بك .. مصلية صائمة قانتة خاشعة .
أهلاً بك .. محجبة محتشمة وقورة رزية.
أهلاً بك .. متعلمة مطلعة واعية راشدة .
أهلاً بك .. وفية أمينة صادقة متصدقة.
أهلاً بك .. صابرة محتسبة تائبة منيبة .
أهلاً بك ..ذاكرة شاكرة داعية واعية .
أهلاً بك .. تابعة لآسية ورين وخديجة .
أهلاً بك .. مربية للأبطال ،ومصنعاً للرجال .
أهلاً بك .. راعية للقيم ، حافظة للمثل.
أهلاً بك ..غيورة على المحارم ، بعيدة عن المحرمات.
نعم
نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعث الحب وترسل المودة للآخرين .
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصدقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القران تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيران ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .
لا .. !
لا .. لصف عمرك في التوافه ، من حب للانتقام ومجادلة لا خير فيها .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدار المال في المحرمات ، والإسراف في المباحات ، والتقصير في الطاعات .
الورد
الوردة الأولى : تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ، ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد.
الوردة الثانية : ارحمي الضعفاء تسعدي ، و أعطي المتحاجين تشافي ، ولا تحملي البغضاء تعافي.
الوردة الثالثة : تفاءلي ، فالله معك ، والملائكة يستغفرون لك ، والجنة تنتظرك .
الوردة الرابعة : امسحي دموعك بحسن الظن بربك ، واطردي همومك بتذكر نعم الله عليك .
الوردة الخامسة : لا تظني بأن الدنيا كملت لأحد ، فليس على ظهر الأرض من حصل له كل مطلوب ، وسلم من أي كدر .
الوردة السادسة :كوني كالنخلة عالية الهمة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رميت بالحجارة ألقت رطبها .
الوردة السابعة :هل سمعت أن الحزن يعيد ما فات ، وان الهم يصلح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟!
الوردة الثامنة : لا تنتظري المحن والفتن ، بل انتظري الأمن والسلام والعافية إن شاء الله .
الوردة التاسعة : أطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل من أساء لك من الناس .
الوردة العاشرة : الغسل والوضوء والطيب والسواك والنظام أدوية ناجحة لكل كدر وضيق.
الزهر
الزهرة الأولى : كوني كالنخلة : تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة .
الزهرة الثانية : ليس عندك وقت لاكتشاف عيوب الناس ، وجمع أخطائهم .
الزهرة الثالثة : إذا كان الله معك فمن تخافين ؟ وإذا كان الله ضدك فمن ترجين ؟!
الزهرة الرابعة : نار الحسد تأكل الجسد ، وكثرة الغيرة نار مستطيرة.
الزهرة الخامسة : إذا لم تستعدي اليم ، فليس الغد ملكا لك .
الزهرة السادسة :انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل.
الزهرة السابعة :كوني بأخلاقك اجمل من البستان .
الزهرة الثامنة :ابذلي المعروف فانك اسعد الناس به .
الزهرة التاسعة : دعي الخلق للخالق ، والحاسد للموت ، والعدو للنسيان .
الزهرة العاشرة : لذة الحرام بعدها ندم وحسرة وعقاب .
ومضة : لا حول ولا قوة إلا بالله
السبيكة الأولى : امرأة تحدت الجبروت
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
انظري إلى نصوص الشريعة كابا وسنة ، فإن الله U قد أثنى على المرأة الصالحة ، ومدح المرأة المؤمنة ، قال سبحانه وتعالى )وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ
فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(التحريم:11) ،
فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها ) مثلا حيا للمؤمنين
والمؤمنات ،وكيف جعلها رمزا وعلما ظاهرا لكل من أراد أن يهتدي وان يستن
بسنة الله في الحياة ، وما اعقل هذه المرأة وما أرشدها: حيث أنها طلبت جوار
الرب الكريم ، فقدمت الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة المجرم الطاغية
الكافر فرعون ،ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومن زخرفه ، وطلبت دارا
أبقى واحسن واجمل في جوار رب العالمين ، في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند
مليك مقتدر ، أنها امرأة عظيمة : حيث أن همتها وصدقها أوصلاها إلى أن جاهرت
زوجها الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعذبت في ذات الله ، وانتهى بها
المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكن الله U
جعلها قدوة وأسوة لكل مؤمن ومؤمنة إلى قيام الساعة ، وامتدحها في كتابه ،
وسجل اسمها ، وأثنى على عملها ، وذم زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض
إشراقة : تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة
ومضة : ‘إن مع العسر يسرا
السبيكة الثانية : عندك ثروة هائلة من النعم
لطائف الله وان طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
أختاه
إن مع العسر يسرا ، وان بعد الدمعة بسمة ، وان بعد الليل نهارا ، سوف
تنقشع سحب الهم ، وسوف ينجلي ليل الغم ، وسوف يزول الخطب ، وينتهي الكرب
بإذن الله ، واعلمي انك مأجورة ، فإن كنت أما فإن أبناءك سوف يكونون مددا
للإسلام ، وعونا للدين ، وأنصارا للملة ، متى قمت بتربيتهم تربية صالحة ،
وسوف يدعون لك في السجود، وفي السحر ، أنها نعمة عظيمة أن تكوني أما رحيمة
رؤومة ، ويكفيك شرفا وفخرا أن أم محمد r امرأة أهدت البشرية الإمام العظيم ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
وأهدت بنت وهب للبرايا يدا بيضا طوفت الرقابا
إن
في وسعك أن تكوني داعية إلى منهج الله في بنات جنسك ، بالكلمة الطيبة ،
بالموعظة الحسنة ، بالحكمة ، والمجادلة بالتي هي احسن ، بالحوار ، بالهداية
، بالسيرة العطرة ، بالمنهج الجليل النبي ، فإن المرأة تفعل بسيرتها
وعملها الصالح ما لا تفعله الخطب والمحاضرات والدروس ، وكم من امرأة سكنت
في حي من الإحياء ، فنقل عنها الدين والحشمة والحجاب والخلق
الحسن ، والرحمة بالجيران ، والطاعة للزوج ، فصارت سيرتها العطرة محاضرة
تتلى ، ووعظا ينقل في المجالس ، وصارت أسوة لبنات جنسها .
إشراقة : غدا يزهر الريحان ، وتذهب الأحزان , ويحل السلوان
ومضة : سيجعل الله بعد عسر يسرا
السبيكة الثالثة : يكفيك شرفا انك مسلمة
أتيأس أن ترى فرجا فأين الله والقدر ؟!
فكل
ما أصابك في ذات الله فهو مكفر بإذن الواحد الأحد ، وابشري بما ورد في
الحديث : " إذا أطاعت المرأة ربها ، وصلت خمسها ، وحفظت عرضها ، دخلت جنة
ربها " ، فهي أمور ميسرة على من يسرها الله عليه ، فقومي بهذه الأعمال
الجليلة ، لتلقي ربا رحيما ، يسعدك في الدنيا والآخرة ، قفي مع الشرع حيث
وقف ، واستني بكتاب الله U وسنة رسوله r
، فأنت مسلمة ، وهذا شرف عظيم ، وفخر جسيم فغيرك ولدت في بلاد الكفر ، إما
نصرانية ، أو يهودية ، أو شيوعية ، أو غير ذلك من الملل والنحل المخالفة
لدين الإسلام، أما أنت فإن الله اختارك مسلمة ، وجعلك من اتباع محمد r
، ومن المتبعين المقتدين بعائشة وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ،
فهنيئاً لك انك تصلين الخمس ، وتصومين الشهر ، وتحجين البيت ، وتتحجبين
الحجاب الشرعي ، هنيئا لك انك رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد r رسولا .
إشراقة : ذهبك دينك ، وحليك أخلاقك ، ومالك أدبك .
ومضة : حسبنا الله ونعم الوكيل
السبيكة الرابعة : لا تستوي مؤمنة وكافرة
فما يدوم سرور ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزن
أن
بإمكانك أن تسعدي إذا نظرت في ظاهرة واحدة ؛ وهي واقع المرأة المسلمة في
بلاد الإسلام ، وواقع المارة الكافرة في بلاد الكفر ، فالمسلمة في بلاد
الإسلام ، مؤمنة ، متصدقة ، صائمة ، قائمة ،متحجبة، طائعة لزجها ، خائفة من
ربها ، متفضلة على جيرانها ، رحيمة بأبنائها ، هنيئا لها الثواب العظيم ،
والسكينة والرضا ، وأما المرأة في بلاد الكفر ، فهي امرأة متبرجة ، جاهلية ،
سخيفة ، عارضة أزياء ، سلعة منبوذة ، بضاعة رخيصة تعرض في كل مكان، لا
قيمة لها ، لا عرض ولا شرف ولا ديانة ، فقارني بين الظاهرتين والصورتين ؛
لتجدي انك الأسعد والأرفع والأعلى ، والحمد لله : )وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)
إشراقة : كل الناس سوف يعيشون ؛ صاحب القصر ، وصاحب الكوخ .. ولكن من السعيد ؟
ومضة : الله .. الله ربي لا أشرك به شيئا
السبيكة الخامسة ؛ الكسل صديق الفشل
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
أوصيك
بمزاولة العمل ، وعدم الركون للفتور والكسل والاستسلام للفراغ ، بل قومي
واصلحي من بيتك أو مكتبتك ، أو أدي وظيفتك ، أو صلي ، أو أقرئي في كتاب
الله ، أو في كتاب نافع ، أو استمعي إلى شريط مفيد ، أو اجلسي مع جاراتك
وصديقاتك وتحدثي معهن فيما يقربكن من الله عز وجل ، حينها تجدين السعادة
الانشراح الفرح – بإذن الله – وإياك .. إياك أن تستسلمي للفراغ أو الطالة ؛
فإن هذا يورثك هموما وغموما ووساوس وشكوكا وكدرا لا يزيله إلا العمل .
وعليك
بالاعتناء بمظهرك ، من جمال في الهيئة ، ومن طيب داخل البيت ، ومن ترتيب
في مجلسك ، ومن حسن خلق تلقين به زوجك ، وأبناءك ، وإخوانك ، وأقرباءك ،
وصديقاتك ،ومن بسمة راضية ، ومن انشراح في الصدر .
وأحذرك
من المعاصي فإنها سبب الحزن ، خاصة المعاصي التي تكثر عند النساء ؛ من
النظر المحرم ، أو التبرج ، أو الخلوة بالأجنبي ، أو اللعن والشتم والغيبة ،
أو كفران حق الزوج وعدم الاعتراف بجميله ، فإن هذه ذوب تكثر عند النساء
إلا من رحم الله ، فاحذري من غضب الباري – جل في علاه ، واتقي الله U فإن تقواه كفيلة بإسعادك و إرضاء ضميرك.
إشراقة ؛ إذا أقبلت الهموم ، تكاثرت الغموم ، فقولي : " لا إله إلا الله "
ومضة:فصبر جميل
السبيكة السادسة:أنت بما عندك فوق ملايين النساء
سيكفيك – عمن اغلق الباب دونه وظن به الأقوام – خبز مقمر
تفكري
في العالم بأسره ، إما يوجد في المستشفيات أسرة بيضاء يرقد عليها آلاف من
البشر أصابهم المرض من سنوات ، واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ . أما في
السجون آلاف من الناس وراء الحديد ، كدرت عليهم حياتهم وذهبت لذتهم ؟ ، أما
في دور العناية والمستشفيات أناس ذهبت عقولهم وفقدوا رشدهم فصاروا مجانين
؟، أليس هناك فقراء يسكنون في الخيام الممزقة وفي الأكواخ لا يجدون كسرة
خبز ؟ ، أليس هناك نساء أصيبت الواحدة منهن فمات جميع أبنائها في حادث واحد
؟ ، أو امرأة ذهبت بصرها أو سمعها ، أو بترت يدها أو رجلها ، أو ذهب عقلها
، أو أصيبت بمرض عضال من سرطان ونحوه ، وأنت سليمة ، معافاة ، في خير ،
وسكينة ، وأمن ، ورضى ؟، فاحمدي الله على نعمه ، ولا تصرفي أوقاتك فيما لا
يرضي الله عز وجل من الجلوس طويلا أمام القنوات الفضائية ، وما فيها من رخص
، وزيف ، وبضاعة مزجاة ، ومادة تافهة ، تورث القلب الأسقام والأحزان ،
وتعطل الجسم عن أداء وظيفته ، ولكن خذي النافع المفيد ، مثل محاضرة ، أو
ندوة ، أو برنامج طبي نافع ، أو أخبار تهم المسلم والمسلمة ، أو نحو ذلك ،
واجتنبي هذه التفاهات التي تعرض ، وهذا المجنون الذي يصدر ، فإنها تسقط
الحياء والحشمة والدين .
إشراقة : دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله
ومضة : من ساعة إلى ساعة الفرج
السبيكة السابعة : ابني لك قصرا في الجنة
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو إني قنعت لكنت حرا
انظري
كم مر من أجيال ؟ هل ذهبوا بأموالهم ؟ هل ذهبوا بقصورهم ؟. هل ذهبوا
بمناصبهم ؟ هل دفنوا بذهبهم وفضتهم ؟ هل انتقلوا إلى الآخرة بسياراتهم
وطائراتهم ؟ لا .. ! ، جردوا حتى من الثياب والأغطية ، وأدخلوا بأكفانهم في
القبر ، ثم سئل الواحد منهم : من ربك ؟ من نبيك ؟ وما دينك ؟ ، فتهيئي
لذلك اليوم ، ولا تحزني ولا تأسفي على شيء من متاع الدنيا ، فإنه زائل رخيص
، ولا يبقى إلا العمل الصالح ، قال سبحانه وتعالى : س)مَنْ
عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
إشراقة : المرض رسالة فيها بشرى ، والعافية حالة لها ثمن
ومضة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
السبيكة الثامنة : لا تمزقي قلبك بيديك
إن كان عندك يا زمان بقية ما يهان به الكرام فهاتها !
اجتنبي
كل ما يقتل الوقت ، من مطالعة لمجلات خليعة ، وصور عارية ، وأفكار بائسة ،
أو كتب إلحادية أو روايات ساقطة في عالم الأخلاق ، ولكن عليك بالنافع
المفيد ، كالمجلات الإسلامية ، والكتب النافعة ، والدوريات البناءة ،
والمقالات التي تنفع العبد في الدنيا والآخرة ، فإن بعض الكتب والمقالات
تورث في النفس شكا ، وفي الضمير شبهة وانحرافا ، وهذه من آثار الثقافة
المنحرفة المنحلة التي وفدت علينا من العالم الكافر ، والتي اجتاحت بلاد
الإسلام .
واعلمي
أن الله عز وجل عنده مفاتح الغيب ، وهو الذي يفرج الهم والغم فالحي عليه
بالدعاء ، وكرري هذا الدعاء دائما وأبدا : " اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من البخل
والجبن ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ، فإذا كررت هذا الحديث
كثيرا ، وتأملت معانيه ، فرج الله عنك كربك وهمك وغمك بإذن الله .
إشراقة : اغرسي في الثانية تسبيحة ، وفي الدقيقة فكرة ، وفي الساعة عملا .
ومضة : أمن يجيب المضطر إذا دعاه
السبيكة التاسعة : أنت تتعاملين مع رب كريم جواد
لعل الليالي بعد شحط من النوى ستجمعنا في ظل تلك المآلف
استبشري خيرا ، فاغن الله قد أعد لك ثوابا عظيما ، وهو القائل – سبحانه وتعالى - : )فَاسْتَجَابَ
لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
أَوْ أُنْثَى)(آل عمران: من الآية195) ، فالله – سبحانه – وعد النساء كما
وعد الرجال ، واثنى على النساء كما أثنى على الرجال ؛ فقال : )إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ)(الأحزاب: من الآية35) الآية ، فدل على أنك شقيقة الرجل
وقرينته ، وأن أجرك محفوظ عند الله ، فلك من أف عال الخير في
البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان الله عز وجل ، فاضربي أحسن الأمثلة ،
وكوني نبراسا لأبناء أمتك ، ومثلا ساميا لهم .
اجعلي
قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعن رضي الله عنها ، ومريم عليها السلام ،
وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ، فهؤلاء وأمثالهن
مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ، صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ،
فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخبر والبرد والسكينة .
إشراقة : امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن وسكنى الجنان
ومضة : أليس الصبح بقريب؟
السبيكة العاشرة : أنت الرابحة على كل حال
قل للذي بصروف الدهر عيرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر ؟!
عليك
بالاحتساب ، فإن وقع عليك هم أو غم أو حزن فاعلمي انه كفارة للذنوب ، وإن
فقدت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافع عند الواحد الأحد ، وإن أصابتك عاهة أو
مرض في الجسم فاعلمي أنه بأجره عند الله ، وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ،
الجوع بأجره ، والمرض بثوابه ، والفقر بجزائه عند الله عز وجل ، فلن يضيع
عند الواحد الأحد شيء ، والله U يحفظ هذا ، كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .
إشراقة : الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
ومضة : فخد ما أتيتك وكن من الشاكرين
العقد الأول : عددي مواهب الله عليك
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصبر ما الله صانع
إذا
أصبحت فتذكري أن الصباح قد أطل على آلاف البائسات وأنت منعمة ، وعلى آلاف
الجائعات وأنت شبعانة ، وعلى آلاف المأسورات وأنت حرة طليقة ، وعلى آلاف
المصابات والثكلى وأنت سعيدة سالمة ، كم من دمعة على خد امرأة ، وكم من
لوعة في قلب أم ، وكم من صراخ في حنجرة طفلة ، وأنت باسمة راضية ، فاحمدي
الله على لطفه وحفظه وكرمه .
اجلسي
جلسة مصارحة مع نفسك ، واستخدمي الأرقام والإحصائيات : كم عندك من الأشياء
والأموال والنعم والمسرات والمبهجات ؛ جمال ومال وعيال وظلال وسكن ووطن
وومنن ، ضياء وهواء وماء وغذاء ودواء ، فافرحي ، واسعدي ، واستأنسي .
إشراقة : اشتري بالريال دعاء الفقراء وحب المساكين
ومضة : ارضي بما قسم الله لك تكوني أغنى الناس
العقد الثاني : قليل يسعدك ولا كثير يشقيك
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ، أتاح لها لسان حسود
عمرك
المحسوب هو عمر السرور والفرح والرضا والسكينة والقناعة ، أما الجشع
والطمع والهلع فليس من عمرك أصلا ؛ فهو ضد صحتك وعافيتك وجمالك ، فحافظي
على الرضى عن الله ، والقناعة بالمقسوم ، والإيمان بالقدر ، والتفاؤل
بالمستقبل ، وكوني كالفراشة خفيفة الظل ، بهيجة المنظر ، قليلة التعلق
بالأشياء ، تطير من زهرة إلى زهرة ، ومن تل إلى تل ، ومن روضة إلى روضة ،
أو كوني كالنحلة ، تأكل طيباً وتضع طيبا ، وإذا سقطت على عود لم تكسره ،
تمس الرحيق ولا تلسع ، تضع العسل ولا تلدغ ، تطير بالمحبة ، وتقع بالمودة ،
لها طنين بالبشرى ، وأنين بالرضوان ، كأنها من ملكوت السماوات هبطت ، ومن
عالم الخلود وقعت .
إشراقة : الله يحب التوابين ؛ لأنهم رجعا إليه وشكوا الحال عليه
ومضة : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن
العقد الثالث : انظري إلى السحاب ولا تنظري إلى التراب
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
كوني
صاحبة همة عالية ، أرجوك في الصعود دائما ، أرجوك بالاستمرار أبدا ، احذري
الهبوط والسقوط ، واعلمي أن الحياة دقائق وثواني ، وكوني كالنملة في الجد
والمثابرة والصبر ، حاولي دائما ، توبي فإن عدت إلى الذنب فعودي إلى التوبة
، احفظي القرآن فإن نسيت فعودي إلى حفظه مرة ثانية وثالثة .. وعاشرة ،
المهم أن لا تشعري بالفشل والإحباط ؛ لأن التاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ،
والعقل لا يعترف بالنهاية المرة ، بل هناك محاولة وتصحيح . إن العمر
كالجسم يمكن أن تجرى له عملية جراحية تجميلية ، إن العمر كالبناء يمكن أن
يرمم ، وأن يشاد من جديد ، وأن يجمل بالطلاء والدهان فإياك ومدرسة الفشل
والإخفاق ، وأزيلي من ذهنك توقعات المرض ، والكوارث ، والمصائب ، والمحن ،
والله يقول : ) وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(المائدة: من الآية23)
إشراقة : ترك المعصية جهاد ، والمداومة عليها عناد
ومضة : بشر الذين آمنوا
العقد الرابع : كوخ بإيمان ولا قصر مع طغيان
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهم
إن
امرأة مسلمة تعيش في كوخ ، تعبد ربها ، وتصلي خمسها ، وتصوم شهرها ، أسعد
من امرأة تعيش في قصر شاقه بين العبدان والقيان والعيدان والكيزان ، وإن
مؤمنة في بي من شعر ، على خبز الشعير ، وعلى ماء الجرة ، معها مصحفها
ومسبحتها ، أسعد عيشاً من امرأة تعيش في برج عاجي ، وفي غرفة مخملية ، وهي
لا تعرف ربها ، ولا تذكر مولاها ، ولا تتبع رسولها . أجل افهمي معنى
السعادة ؛ فليس هو المعنى الضيق المحرف الذي يتوهمه كثير من الناس ،
فيظنونه في الدولار والدينار والدرهم والريال ، والمفروشات ، والملبوسات ،
والمطعومات ، والمشروبات ، والمركوبات ، كلا وألف كلا ! .. السعادة رضا قلب
، راحة ضمير ، قرار نفسي ، فرحة روح ، انشراح بال ، صلاح حال ، استقامة
خلق ، تهذيب سلوك ، مع قناعة وكفاف .
إشراقة : كيف يرتاح من أذى مسلما أو ظلم عبدا ؟!
ومضة: وتوكل على الحي الذي لا يموت
العقد الخامس : وزعي الأوقات على الواجبات
عسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
جربي
حظك مع كتاب نافع ، أو شريط مفيد ، قراءة واستماعا ، أنصتي لتلاوة عطرة من
كتاب الله ، عل آية واحدة تهز كيانك ، وتنفذ إلى أعماقك ، وتخاطب وجدانك ،
فيكون معها الهداية والنور ، ويذهب معها اليأس ، والشك ، والشبهة ،
والقنوط ، طالعي في دواوين السنة ، واقرأي كلام الحبيب في ( رياض الصالحين )
؛ لتجدي الدواء الناجع ، والعلم النافع ، الذي يحصنك من الزلل ، ويحفظك من
الخلل ، ويشافيك من العلل ؛ فدواؤك في الوحي كتابا وسنة ، وراحتك في
الإيمان ، وقرة عينك في الصلاة ، وسلامة قلبك في الرضا ، وهدوء بالك في
القناعة ، وجمال وجهك في البسمة ، وصيانة عرضك في الحجاب وطمأنينة خاطرك في
الذكر .
إشراقة : احذري دعاء المظلوم ودموع المحروم
ومضة : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم
العقد السادس : سعادتنا غير سعادتهم
سيعافى المريض بعد سقام ويعود الغريب بعد غياب
من
قال : إن الموسيقى اللاهية ، والأغنية الهابطة ، والمسلسل الهدام ،
والمسرحية العابثة والمجلة الخليعة ، والفلم المشبوه ، تورث السعادة
والسرور ؟ كذب من قال ذلك !... إن هذه الوسائل مفاتيح الشقاء ، وطرق الكآبة
وأبواب الهموم والغموم والأحزان ، باعترافات موثقة ممن مارسها وعرفها ثم
تاب منها ، فأهربي من هذه الحياة التعيسة البئيسة ، حياة العابثين اللاغين
المنحرفين عن صراط الله المستقيم ، وتعالى إلى تلاوة خاشعة ، وقراءة نافعة ،
وموعظة دامعة ، وخطبة ساطعة ، وصدقة رابحة ، وتوبة صادقة ، تعالي إلى
جلسات روحانية ، وأذكار ربانية ، عل الله أن يتوب عليك ، فيملأ قلبك سكينة
وأمنا وطمأنينة .
إشراقة : القلب السليم لا شرك فيه ولا غش ولا حقد ولا حسد
ومضة : رب اشرح لي صدري
العقد السابع : اركبي سفينة النجاة
يا إله الكون قد أسلمت لك رب فارحم ضعفنا ما أرحمك
لقد
طالعت عشرات القصص للفنانين والفنانات ، واللاهين واللاهيات ، واللاغين
واللاغيات ، والعابثين والعابثات ، الأحياء منهم والأموات ، فقلت : وا
أسفاه ، أين المسلمون والمسلمات ، والمؤمنون والمؤمنات ، والصادقون
والصادقات ، والصائمون والصائمات ، والعابدون والعابدات ، والخاشعون
والخاشعات ؟! ، هل يتسع العمر المحدود القصير كي يضيع بهذه الطريقة من
العبثية والهامشية ويصرف في سوق الإهمال والمعصية ؟ ، هل لك عمر آخر غير
هذا العمر ؟ هل عندك أيام غير هذه الأيام ؟ ، هل لديك العهد الوثيق من الله
أنك لن تموتي ؟ .. كلا والله ، بل هي الأوهام والظنون الكاذبة ، والأماني
الفاشلة ، فحاسب النفس إذن ، وجددي المسيرة ، وحثي الخطا ، والحقي بالقافلة
، واركبي سفينة النجاة
إشراقة : المرأة العقلة تحول الصحراء إلى حديقة غناء
ومضة : وإن الفرج مع الكرب
العقد الثامن ك مفتاح السعادة سجدة
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
أول
صفحات السعادة في دفتر اليوم ، وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاة
الفجر ، فابدئي بصلاة الفجر يومك ، وافتتحي بصلاة الفجر نهارك ، حينها
تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ، في رعاية الله ، في أمان
الله ، وسوف يحفظك من كل مركون ، ويرشدك إلى كل خير ، ويدلك على كل فضيلة ،
ويمنعك من كل رذيلة ، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ، لا حيا
الله نهارا ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ، وعنوان كتاب الله ،
ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح . فهنيئا لكل من صلى الفجر ، طوبى
لكل من صلى الفجر ، قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ، وبؤسا وتعاسة وخيبة
لمن أهمل صلاة الفجر
إشراقة : الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء
ومضة : ألم نشرح لك صدرك
العقد التاسع : عجوز تصنع الرموز
أتاك على قنوط منك غوث بمن به اللطيف المستجيب
كوني
كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ، يوم سجن الحجاج ابنها ، وحلف بالله
للعجوز أن يقتله ، فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام : ( لو لم تقتله مات ) !
، وكوني كالعجوز الفارسية في توكلها على الله يوم غابت عن كوخ دجاجها
ونظرت إلى السماء وقالت : اللهم احفظ كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين ! ،
وكوني في صمد أسماء بنت أبي بكر وقد رأت ابنها عبد الله بن الزبير مقتولا
مصلوبا فقالت كلمتها المشهورة : أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟ّ! .. وكوني
كالخنساء قدمت أربعة في سبيل الله ، فلما قتلوا قالت : الحمد لله الذي
شرفني بقتلهم شهداء في سبيله ..ز انظري لهؤلاء النسوة وتاريخهن المجيد
وسيرتهن الحافلة .
إشراقة : خذي من النسيم رقته ، ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته
ومضة : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنت الاعلون
العقد العاشر : حتى تكوني أبهى إنسانة في الكون
وكل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريب
أنت
بجمالك أبهى من الشمس ، وبأخلاقك أزكى من المسك ، وبتواضعك أرفع من البدر ،
وبحنانك أهنأ من الغيث ، فحافظي على الجمال بالإيمان ، وعلى الرضا
بالقناعة ، وعلى العفاف بالحجاب ، واعلمي أن حليك ليس الذهب والفضة ولا
الألماس ، بل ركعتان في السحر ، وظمأ الهواجر صياماً لله ، وصدقة خفية لا
يدري بها إلا الله ، ودمعة حارة تغسل الخطيئة ، وسجدة طويلة على بساط
العبودية ،وحياء من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان ، فالبسي لباس
التقوى فإنك اجمل امرأة في العالم ولو كانت ثيابك ممزقة ، وارتدي عباءة
الحشمة فانك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين ، وإياك وحياة
الفاجرات الكافرات الساحرات العاهرات السافرات ، فإنهن وقود نار جهنم : )لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) (الليل:15)
إشراقة : في كل مكان تجدين ظلاما في حياتك ما عليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك
ومضة : إذا أصبحت فلا تنتظري المساء
العسجدة الأولى : يا سامية المقام
رب أمر تتقيه جر أمرا ترتجيه
أيتها
المسلمة الصادقة ، أيتها المؤمنة المنيبة ، كوني كالنخلة بعيدة عن الشر ،
رفيعة عن الأذى ، ترمى بالحجارة فتسقط تمرا ، دائمة الخضرة صيفا وشتاء ،
كثيرة المنافع ، كوني سامية المقام عن سفاسف الأمور ، مصونة الجناب عن كل
ما يخدم الحياء ، كلامك ذكر ، ونظرك عبرة ، وصمتك فكر ، حينها تجدين
السعادة والراحة ، فينشر لك القبول في الأرض ، وينهمر عليك الثناء الحسن
والدعاء الصادق من الخلق ، ويذهب الله عنك سحاب الضنك ، وشبح الخوف ،
وأكوام الكدر ، نامي على زجل دعاء المؤمنين لك ، واستيقظي على نشيد الثناء
عليك ، حينها تعلمين أن السعادة ليست في الرصيد ، وإنما في طاعة الحميد ،
وليست في لبس الجديد ، ولا في خدمة العبيد ، وإنما في طاعة المجيد .
إشراقة : لا تيأسي من نفسك ، فالتحول بطيء ، وستصادفك عقبات تخمد الهمة ، فلا تدعيها تتغلب عليك
ومضة : ادعوني استجب لكم
العسجدة الثانية : اقبلي النعمة ووظفيها
كم نعمة لا يستقل بشكرها لله ، في طي المكاره كامنة
وظفي
نعم الله مع شكره وطاعته ، وانعمي بالماء شربا ووضوءا وغسلا ، وتدثري
بالشمس دفئا ونورا ، واغتسلي بضوء القمر حسنا ومتعة ، واقطفي من الثمار
،وعبي من الأنهار ، وانظري في البحار ، وسيرى في القفار ، واشكري العزيز
الغفار ، الملك القهار ، استفيدي من هذا العطاء المبارك الذي من الله به
عليك ، وإياك والتنكر لنعم الله : )يَعْرِفُونَ
نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا )(النحل: من الآية83) ، إياك
والحجود ، وقبل أن تنظري في شوك الورد ، انظري في جماله ، وقبل أن تشتكي
حرارة الشمس تمتعي بضيائها ، وقبل أن تتذمري من سواد الليل تذكري هدوءه
وسكينته ، لماذا هذه النظرة التشاؤمية السوداوية للأشياء ؟، لماذا تغيير
النعم عن مسارها ؟ : )َمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ )(ابراهيم: من الآية28) ،
فخذي هذه النعم واقبليها بقبول حسن ، واحمدي الله عليها
إشراقة : إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة ولكنها جميلة
ومضة : لا تقنطوا من رحمة الله
العسجدة الثالثة : مع الاستغفار الرزق المدرار
أجارتنا إن الأماني كواذب وأكثر أسباب النجاح مع اليأس
قالت
امرأة : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة أبناء وبنات ،
فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري ،وندبت حظي ، ويئست ، وطوقني
الهم ، وغشيني الغم ، فأبنائي صغار ، وليس لنا دخل يكفينا ، وكنت أصرف
باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ، وبينما أنا في غرفتي فتحت
المذياع على إذاعة القرآن الكريم وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل
ضيق مخرجا )) ، فأكثرت بعدها من الاستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ، وما مر
بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة ، فعوضت فيها
بملايين ، وصار ابني الأول على طلاب منطقته ، وحفظ القران كاملاً ، وصار
محل عناية الناس ورعايتهم ، وامتلأ بيتنا خيرا ، وصرنا في عيشة هنية ،وأصلح
الله لي كل أبنائي وبناتي ، وذهب عني الهم والحزن والغم ، وصرت أسعد امرأة
.
إشراقة : إذا استسلمت لليأس فإنك لن تتعلمي شيئا ، ولن تظفري بالسعادة
ومضة : إنه لا يياس من روح الله إلا القوم الكافرون
العسجدة الرابعة : الدعاء يرفع البلاء
قد ينعم إله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
لي
صديق عابد صالح أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منها ثلاثة أبناء ، فضاقت
به الدنيا بما رحبت ،وأظلمت الأرض في عينيه ، فأرشده أحد العلماء إلى قيام
الليل والدعاء في السحر مع الاستغفار والقراءة في ماء زمزم لزوجته ، فاستمر
على هذا الحال ، وفتح الله عليه في الدعاء ، وأخذت زوجته تغسل جسمها بماء
زمزم مع القراءة عليه ، وكان يجلس معها من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن
صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، يستغفرون الله ويدعونه ، فكشف الله ما بها
وشافاها وعافاها وأبدلها جلداً حسنا وشعرا جميلا ، وقد تعلقت بالاستغفار
وصلاة الليل ، فسبحان المشافي المعافي ، لا إله إلا هو ، ولا رب سواه .
فيا
أختاه إذا مرضت ففري إلى الله ، واكثري من الاستغفار والدعاء والتوبة ،
وأبشري بما يسرك ، فإن الله يستجيب الدعاء ،ويكشف الكرب ، ويذهب السوء : )أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )(النمل: من الآية62)
إشراقة : افحصي ماضيك وحاضرك ، فالحياة مكونة من تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرء منها منتصرا
ومضة : وكان بالمؤمنين رحيما
العسجدة الخامسة : احذري اليأس والإحباط
والحادثات وإن أصابك بؤسها فهو الذي أنباك كيف نعيمها
سجن
شاب ليس لوالدته إلا هو ، فذهب النوم عنها وأخذ الهم منها كل مأخذ ، وبكت
حتى مل منها البكاء ، ثم أرشدها الله إلى قول : (( لا حول ولا قوة إلا
بالله )) ، فكررت هذه الكلمة العظيمة التي هي كنز من كنوز الجنة ، وما هي
إلا أيام – بعدما يئست من خروج ابنها 0 وإذا به يطرق الباب فامتلأت سرورا
وغبطة وبهجة وفرحا ، وهذا جزاء من تعلق بربه وأكثر من دعائه وفوض الأمر
إليه ، فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كلمة عظيمة ، فيها سر
السعادة والفلاح ، فأكثري منها ، وطاردي بها فلول الهم ، وكتائب الحزن ،
وأشباح الاكتئاب ، وأبشري بسرور من الله وفرج قريب ، وإياك أن ينقطع بك حبل
الرجاء ، أو تصابي بالإحباط ، فإنه ما من شدة إلا ولها رخاء ، وما من عسر
إلا وبعده يسر ، سنة ماضية ، وقضية مفروغ منها ، فالله الله في حسن الظن
بالله والتوكل عليه ، وطلب ما عنده ، وانتظار الفرج .
إشراقة : لا تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعا للحديث ؛ لأنك بذلك تخلقين حاجزا بينك وبين السعادة
ومضة : إن ربك واسع المغفرة
العسجدة السادسة : بيتك مملكة العز والحب
قل هو الرحمن آمنا به وأتبعنا هاديا من يثرب
أيتها العزيزة الغالية : الزمي بيتك إلا من أمر مهم ، فإن بيتك سر سعادتك : )وَقَرْنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ )(الأحزاب: من الآية33) ؛ ففي بيتك تجدين طعم السعادة ،
وتحافظين على ناموس شرفك ووقارك وحشمتك ، فإن المرأة الهامشية هي التي تكثر
من الخروج إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات ، ومراقبة
الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ، والسؤال عن كل جديد وغريب ، ليس لها هم
ديني ، ولا رسالة دعوية ، ولا همة في المعرفة والعلم والثقافة ، بل هي
مسرفة مبذرة ، همها المأكول والملبوس ، فحذار حذار من هجران البيت ، لأنه
منزل السرور ، ومحل الأمن والراحة ، وكهف الانس ، وكعبة السلامة من الناس ،
فاجعلي من بيتك جامعة للمحبة ، ومنطلقا للعطاء الطيب المبارك .
إشراقة : لا تفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة
ومضة : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
العسجدة السابعة : ليس عندك وقت للثرثرة!
البدر يضحك والنجوم تصفق فعلام تقتلنا الهموم وتختق ؟!
اتركي
الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لأن ذلك يضيق الصدر ويكدر
الخاطر ، ولا تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل تقبل وجهات النظر ، بل
اطرحي رأيك بهدوء وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ، وابتعدي عن كثرة الردود
والانتقادات ؛ لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورة غير لائقة ، فقولي
كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ، حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ،
كما إن مما يورث الهم والحزن اغتياب الناس وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ، وهذا
يذهب الأجر ويجمع عليك الإثم ، ويفقدك الاطمئنان ، فاشتغلي بإصلاح عيوبك عن
عيوب الناس ، فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ، بل عندنا جميعا ذنوب
وعيوب ، فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس
إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكان عال أن لا تضيع الوقت في النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالا لتضميد جراحه .
ومضة : اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفس يحيك الكون
أتحسب أن البؤس للمرء دائم ولو دام شيء عدة الناس في العجب
انظري
للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله للإنسان ، فأقبلي هدية
الواحد الأحد ، وخذيها بفرح وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقة وبسمته الرائعة ،
اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عبي الماء
النمير حامدة شاكرة ، استنشقي الهواء فرحة مسرورة ، شمي الزهرة مسبحة ،
تفكري في الكون معتبرة ، استثمري العطاء المبارك في الأرض ، في باقة الزهر ،
في طلعة الورد ، في هبة النسيم ، في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ، في
ضياء القمر ، حولي هذه العطاءات والنعم إلى رصيد من العون على طاعة الله ،
والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضله وامتنانه ، إياك أن يحاصرك كابوس
الهموم وجحافل الغموم عن رؤية هذا النعيم ، فتكوني جاحدة جامدة ، بل اعلمي
أن الخالق الرازق – جل في علاه – ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على
طاعته وهو القائل : )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)(المؤمنون: من الآية51)
إشراقة
: أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئا ، ولكنهم يعرفون
قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناس يعطون وكأنهم يصفعون !
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا
العسجدة التاسعة : ما تمت السعادة لأحد وما كمل الخير لإنسان
أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى وابتعدي
إنك
تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون لصالحك مائة بالمائة ،
فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما في الدنيا فإن الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل
ما تريدين ، بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان ، فكوني
شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ، ولا تعيشي في عالم المثاليات بحيث
تريدين صحة بلا سقم ، وغني بلا فقر ، وسعادة بلا منغصات ، وزوجا بلا سلبيات
، وصديقة بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلا ، وطني نفسك على غض الطرف عن
السلبيات والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ، وعليك
بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله فقط ، أما الناس فليسوا أهلا
للاعتماد عليهم وتفويض الأمر إليهم : )إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )(الجاثـية: من الآية19)
إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة
أيها الشامت المعير بالدهر أأنت المبرأ الموفور؟
إن
من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ، فإن تعلم الدين يشرح الصدر ، ويرضي الرب ،
وكما قال عليه الصلاة والسلام : __ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ))
، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك علما وفهما للدين كرياض
الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ، والرسائل
المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله عز وجل في كتابه ،
ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فأكثري من تدبر القران ومدارسته
مع أخوانك ، وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛ لأن الجهل
بالشريعة ظلمة في القلب ، وضيق في الصدر ، فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت
صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ، وأشرطة مفيدة ، وحذار من ضياع الوقت في سماع
الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ، فإن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ،
فاستثمري الوقت في مرضاة الله U .
إشراقة : أشد الصعاب تهون بابتسامة إنسان واثق
ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
اللؤلؤة الأولى : تذكري الدموع المسفوحة والقلوب المجروحة
ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبه جاء الصباح بنوره
قال أحد الأدباء :
إن
كنت تعلمين أنك أخذت على الدهر عهدا أن يكون لك كما تريدين في جميع شؤونك
وأطوارك وألا يعطيك إلا ما تحبين وتشتهين ، فجدير بك أن تطلقي لنفسك في
سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب واستعصي عليك مطلب ، وإن كنت تعلمين
أخلاق الأيام في أخذها وردها ، وعطائها ومنعها ، وأنها لا تنام عن منحة
تمنحها حتى تكر عليها راجعة فتستردها ، وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع
أبناء آدم ، سواء في ذلك ساكن القصور وساكن الأكواخ ، ومن يطأ بنعله هام
الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء ، فخفضي من حزن ، وكفكفي من دمعك ، فما
أنت بأول إنسانة أصابها سهم الزمان ، وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة
المصائب والأحزان .
إشراقة : انقطعي عن تأمل الذنب ، وتأملي الصفة الحسنة التي ستضعينها مكانه
ومضة : بالبلاء يستخرج الدعاء
اللؤلؤة الثانية : هؤلاء ليسوا في سعادة !
اشتدي أزمة تتفرجي قد آذن ليلك بالبلج
لا
تنظري لأهل الترف وأهل البذخ والإسراف في الحياة ، فإن واقعهم يرثى له ولا
يفرح به ، فإن أناسا كان همهم الإسراف على أنفسم وملذاتهم وشهواتهم ،
واستفراغ الجهد في طلب المتعة ، ومطاردة اللذة ، سواء كانت حلالا
أو حراما ، وهؤلاء ليسوا في سعادة ، إنما هم في ضنك وفي هم وفي غم ، لأن
كل من انحرف عن منهج الله ، وكل من ارتكب معاصي الله ، فلن يجد السعادة
أبدا ، فلا تظني أن أهل الترف والبذخ والإسراف في نعيم وفي سرور ، لا . ،
إن بعض الفقيرات الساكنات في بيوت الأكواخ والطين أسعد حالا من أولئك
الذين ينامون على ريش النعام ، وعلى الديباج والحرير ، وفي القصور المخملية
؛ لأن الفقيرة المؤمنة العابدة الزاهدة أسعد حالا من المنحرفة الصادة عن
منهج الله .
إشراقة : إن السعادة موجودة فيك ، ولهذا يجب أن توجهي جهودك إلى نفسك .
ومضة : فاعلم أنه لا إله إلا الله
اللؤلؤة الثالثة : الطريق إلى الله أحسن الطرق
ربما تجزع النفوس لأمر ولها فرجة كحل العقال
ما السعادة ؟ هل السعادة في المال ؟ أم في الجاه والنسب ؟ إجابات متعددة ... ولكن دعينا ننظر إلى سعادة هذه المرأة :
اختلف
رجل مع زوجته .. فقال : لأشقينك ، فقالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع ،
فقال لها : كيف ذلك ؟ قالت : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه ، أو في
حلي لمنعتها عني ، ولكن لا شيء تمتلكه أنت ولا الناس ، إني أجد سعادتي في
إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه إلا ربي .
هذه
هي السعادة الحقيقية .. سعادة الإيمان ن ولا يشعر بهذه السعادة إلا من
تغلغل حب الله في قلبه .. ونفسه .. وفكره ، فالذي يملك السعادة – حقيقة –
هو الواحد الأحد ، فاطلبي السعادة منه بطاعته U .
إن الطريق الوحيد لكسب السعادة إنما هو في التعرف على الدين الصحيح الذي بعث به رسول الله r
، فمن عرف هذا الطريق فليس يضره أن ينام في كوخ ، أو يتوسد الرصيف ، أو
يكتفي بكسرة خبز ، ليكون أسعد إنسان في العالم ، أما من ضل عن هذا الطريق
فعمره أحزان ، وماله حرمان ، وعمله خسران ، وعاقبته خذلان .
إشراقة : إننا نحتاج إلى المال لنعيش ، ولكن هذا لا يعني إننا يجب علينا أن نعيش لأجل المال
ومضة : الله إني أسالك العفو والعافية
اللؤلؤة الرابعة : إذا ضاقت الدروب فعليك بعلام الغيوب
إذا ضاق بك الأمر ففكر في ألم نشرح
قال ابن الجوزي :
((
ضاق بي أمر أوجب غما لازما دائما ، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه
الهموم بكل حيلة ، وبكل وجه ، فما رأيت طريقا للخلاص .. فعرضت لي هذه
الآية : ) وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) ، فعلمت أن
التقوى سبب للمخرج من كل غم ، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت
المخرج ..)).
قلت
: التقوى عند العقلاء هي سبب كل خير ، فما وقع عقاب إلا بذنب ، وما رفع
إلا بتوبة ، فالكدر والحزن والنكد إنما هو جزاء على أفعال قمت بها ، من
تقصير في صلاة ، أو غيبة لمسلمة ، أو تهاون في حجاب ، أو ارتكاب محرم . إن
من يخالف منهج الله لابد أن يدفع ثمن تقصيره ، وأن يسدد فاتورة إهماله ،
فالذي خلق السعادة هو الرحمن الرحيم فكيف تطلب السعادة من غيره ؟، ولو أن
الناس يملكون السعادة لما بقي في الأرض محروم ولا محزون ولا مهموم.
إشراقة : ابعدي عن تفكيرك كل وضعية يائسة وانسي وجنودها ، وركزي على النجاح ، عندها لا يمكن أن تخفقي .
ومضة : أنا عند ن عبدي بي
اللؤلؤة الخامسة : اعلي كل يوم عمرا جديدا
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
إن
البعد عن الله لن يثمر إلا علقما ، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة
تتحول كلها الى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته ،
ولذلك يخوف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه ، والذهول عنه .
قد
تكون سائرا في طريقك فتقبل عليك سيارة تنهب الأرض نهبا وتشعر كأنها موشكة
على تحطيم بدنك واتلاف حياتك ، فلا تر بدا من التماس النجاة وسرعة الهرب
... إن الله يريد إشعار عباده تعرضهم لمثل هذه المعاطب والحتوف إذا هم
صدفوا عنه ، ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة – على عجل – عنده وحده : )فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) )وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:) .
وهي
عودة تتطلب أن يجدد الإنسان نفه ، وان يعيد تنظيم حياته ، وان يستأنف مع
ربه علاقة افضل ،وعملا اكمل ، وعهدا يترجمه بهذا الدعاء : (( اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،
أعوذ بك منشر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وابوء بذنبي ، فاغفر لي ،
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )).
إشراقة : أهلاً بك .. أخفقت في عمل من أعمالك عليك ألا تستسلمي لليأس ،ولا تقلقي ولا يساورك الشك في أن حلا سيأتي .
ومضة : وتبسمك في وجه أختك صدقة
اللؤلؤة السادسة : النساء نجوم السماء وكواكب الظلماء
وإن ألمت صروف دهر فاستعن الواحد القديرا
المرأة الملمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها ، وقد أثن رسول الله r
على هذه المرأة ، وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر ها
، فعندما سئل صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟ قال :(( التي تسره إذا
نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره )) .
ولما نزل قول الله U : ) وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)(التوبة: من الآية34) انطلق عمر ،
واتبعه ثوبان رضي الله عنهما ، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا نبي الله ، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية!، فقال النبي r :" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة ؛ التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته ".
وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) فكوني تلك المرأة تسعدي .
إشراقة : هناك مكان في الصف الأول ، بشرط أن تضحي في كل ما تعملين مزيدا من الإتقان والكمال .
ومضة : أتاك السرور لأن الفلك يدور
اللؤلؤة السابعة : الموت ولا الحرام
ولا تجزع وإن اعسرت يوما فقد ايسرت في الزمن الطويل
في
الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – في النفر
الثلاثة الذين باتوا في الغار ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ،
فتوسلوا إلى الله تعالى أن ينجيهم فذكروا صالح أعمالهم ، يقول الثاني منهم :
(( اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت احب الناس الي – وفي رواية – كنت احبها
كأشد ما يحب الرجال النساء ، فرادتها على نفسها ، فامتنعت مني حتى ألمت
بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار عل أن تخلي بيني
وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قدرت عليها – وفي رواية – فلما قعدت بين
رجليها قالت : اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه .. )) فهذه الفتاة كانت
تقية ولم تمكنه من نفسها ابتداء ، فلما ضعفت لفقرها اضطرت إلى ما طلب ،
وذكرته بالله تعالى وتقواه ، وهزت فيه المشاعر الإيمانية وان عليه - إن
أرادها- أن يتزوجها حلالا ولا يقع عليها زنا ، فارعوى وتاب إلى الله تعالى ،
وكان ذلك سببا في انفراج شيء من الصخرة يوم سدت باب الغار.
إشراقة : تعلمي أن تتعايشي مع الخوف وسوف يتلاشى
ومضة : حياتك من صنع أفكارك
اللؤلؤة الثامنة: آيات واشراقات
إني رأيت – وفي الأيام تجربة - للصبر عاقبة محمودة الأثر
قال تعالى : ) سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)(الطلاق: من الآية7)
قال تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200)
قال تعالى : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) )الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:156)
قال تعالى : )وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ )(الشورى: من الآية28)
قال تعالى : ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر: من الآية10)
قال تعالى عن نداء ذي النون : ) لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: من الآية87)
هذا
هو القران يناديك أن تسعدي وتطمئني ، وأن تثقي بربك ، وأن ينشرح صدرك لوعد
الله الحق ، فالله لم يخلق الخلق ليعذبهم، إنما ليمحصهم ويهذبهم ويؤدبهم ،
والله ارحم بالإنسان من أمه وأبيه ،فاطلبي الرحمة والأنس والرضا من الله –
جل في علاه - ، وذلك بذكره وشكره وتلاوة كتابه ، واتباع رسوله صلى الله
عليه وسلم
إشراقة : استعدي لاستقبال الأسوأ ، وستكون هديتك الشعور بالتحسن
ومضة : يكفي المرأة شرفا أن أم محمد صلى الله عليه وسلم امرأة
اللؤلؤة التاسعة : معرفة الرحمن تذهب الأحزان
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
الله
.. أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله ،
يشكر القليل من العمل وينميه ،ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه ، يسأله من في
السماوات والأرض كل يوم هو في شان ، لا يشغله سمع عن سمع ،ولا تغلطه كثرة
المائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، بل يحب الملحين في الدعاء ، ويحب أن
يسال ، ويغضب إذا لم يسال ، يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه ، ويستره
حيث لا يستر نفسه ، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ،وكيف لا تحب القلوب من لا
يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب السيئات إلا هو ، ولا يجيب الدعوات ،
ويقيل العثرات ، ويغفر الخطيئات، ويستر العورات ، ويكشف الكربات ،ويغيث
اللهفات ، وينيل الهبات سواه ؟
الله
.. أوسع من أعط ، وارحم من استرحم ،واكرم من قصد ، واعز من التجئ إليه،
واكف من توكل العبد عليه، ارحم بعبده من الوالدة بولدها، واشد فرحا بتوبة
التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا
يئس من الحياة ثم وجدها .
إشراقة ليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حد ذاتها .
ومضة : وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون
اللؤلؤة العاشرة: اليوم المبارك
واصبر إذا خطب دهى يأت الإله بالفرج
جربي
إذا صليت الفجر أن تجلسي جلسة خاشعة ، وتستقبلي القبلة عشر دقائق أو ربع
ساعة ، وتكثري من الذكر والدعاء ، اسألي الله يوما جميلا ، يوما طيبا
مباركا فيه ، يوما سعيدا ، يوما فيه نجاح وصلاح وفلاح ، يوما بلا نكبات ولا
أزمات ولا مشكلات ، يوما رزقه رغد ، وخيره وافر ، وستره عميم ، يوما لا
كدر فيه ولا هم ولا غم ، فمن عند الله يسال السرور ، ومن عنده يسال الرزق ،
ويطلب الخير – جل في علاه – فهذه الجلسة – بإذن الله – كفيلة باستعدادك
لهذا اليوم الطيب المبارك النافع .
ومما
يوصى به إذا كنت تزاولين العمل ، أو كنت جالسة أن تسمعي شيئا من كتاب الله
، من شريط مسجل ، أو من مذياع من قارئ مخبت خاشع ، جميل الصوت ، يسمعك
آيات الله عز وجل في كتابه ، فتنصتين لها ، وتخشعين عند سماعها ، فتغسل ما
في قلبك من در وشك وشبه وتعودين احن حالا وبالا ، واشرح صدرا من ذي قبل
إشراقة : لا تهتمي بالأشياء التي تعجزين عن أدائها ، دلا من ذلك امضي الوقت محاولة تحسين الأشياء التي تستطيعين تحسينها .
ومضة : ألا إن نصر الله قريب
الدرة الأولى : المرأة الرشيدة هي الحياة السعيدة
عسى فرج يأتي به الله انه له كل يوم في خليقته أمر
يجب
على المرأة أن تحسن استقبال زوجها .. حين يعود إليها ، فلا تضيق إذا وجدته
ضائقا أو متعبا ، بل على العك تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت ، دون أن
تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ، فإذا استقر وخلق ثيابه
التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ، فقد يبادر هو الى الإفضاء لها بسبب كدره ،
وإذا لم يبادر هو بإخبارها فلا باس من أن تسأله ولكن بلهجة تشعره فيها
بانشغالها عليه وقلقها بشان حاله التي عاد عليها .
وإذا
وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها ف يحال المشكلة التي سببت له
الضيق فلتبادر إلى ذل ، فإنها أن فعلت ستخلف كثيرا عن زوجها .. سيشعر الزوج
بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ، بل اثمن من جواهر الدنيا جميعها ..
إشراقة : لا تبتئسي عل عمل لم تكمليه ، يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي !
ومضة : إن الله إذا احب قوما ابتلاهم
الدرة الثانية : اعمري هذا اليوم فقط
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازب
يقول أحد السعداء :
((
اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه ، وهو اليوم الذي
نقود فيه شهواتنا ولذاتنا ولا ننقاد لها صاغرين أو طائعين .
ومن هذه الأيام ما اذكره ولا أنساه :
فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرجت فيه من محنة الشك فيما أستطيع وما لا أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال.
جميل
ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس وبين عمل لا يثني عليه أحد ولا
يعلمه أحد ، فألقيت بالثناء عن طهر يدي ، وارتضيت العمل الذي ذكره ما حييت
ولم يسمع به إنسان .
جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالمال ويفرغ ضميري من الكرامة ، فآثرت فيه فراغ اليدين عل فراغ الضمير .
هذه
الأيام جميلة ، واجمل ما فيها أن نصيبي منها جد قليل ، إلا أن يكون النصيب
عرفاني باقتدار نفي على ما عملت ، فهو إذن كثير بحمد الله .. )).
إشراقة : كوني سعيدة بما يدك ، قانعة راضية بما قسمه الله لك ، ودعيك من أحلام اليقظة التي لا تتناسب مع جهدك أو إمكانياتك .
ومضة : عفا الله عما سلف
الدرة الثالثة : اتركي الشعور بأنك مضطهدة
انعم ولد فللأمور أواخر أبدا كما كانت لهن أوائل
أنها
صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح في الحياة بشكل عام ، وعل
الاحتفاظ بالصداقات والسعادة مع العائلة ، لأن صاحب الأفق الواسع يفهم
طبائع الناس ، ويقدر المتغيرات ، ويضع نفسه موضع الآخرين ، ويقدر الظروف ما
خفي منها وما بان .
وبالنسبة
لموضوع القلق بالذات فإن صاحب الأفق الواسع يتفهم طبيعة الحياة وانه ما
عليها مستريح ، وان الإنسان قد يكره أمراً ويكون فيه الخير ، وقد يفرح بأمر
فيكون فيه الشر ، وان الخير فيما اختاره الله U .
صاحب
الأفق الواسع يحس انه جزء من هذا الكون الواسع ، وان له نصيبه من الآلام
والأحزان ومن السعادة أيضاً ، فلا يفاجأ ولا ينفجع ، وهو فوق هذا وذاك لا
يحس بعقدة الاضطهاد التي يحس بها صاحب الأفق الضيق ، الذي يظن أن هذا الشر
أو تلك المشكلة قد أصابته وحده ، أو أن الناس يضطهدونه ، أو أن حظه سيئ
دائما ، صاحب الأفق الواسع لا يحس بشيء من هذه المشاعر ، وإنما هو يدرك
طبيعة الحياة ، ويعلم انه جزء منها ، فيرضى بها بعد أن يبل جهده كله في
سبيل تحقيق الأفضل .
إشراقة : اسعدي الآن وليس غداً .
ومضة : سلام عليكم بما صبرتم
الدرة الرابعة : ما ألذ النجاح بعد المشقة
الغمرات ثم ينجلينا ثمت يذهبن ولا يجينا
يقول أحد الناجحين :
ولدت
فقيرا ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ، ولقد ذقت مرارة سؤال أمي قطعة من
الخبز في حين انه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من الخبر الجاف ، وتركت
البيت في العاشرة من عمري ، واستخدمت في الحادية عشرة ، وكنت ادرس شهرا في
كل سنة ، وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق كان لدى زوج ثيران وستة خراف
اكسبتني أربعة وثمانين دولارا ، ولم انفق في عمر يفلسا واحدا على ملذاتي ،
بل كنت أوفر كل درهم أحصله من يوم نشان إلى أن بلغت الحادية والعشرين من
العمر .. وقد ذقت طعم التعب المضني حقا ، وعرفت السفر أميالا عديدة لسؤال
إخواني من البشر ي يسمحوا لي بعمل أعيش منه ، وقد ذهبت في الشهر الأول بعد
بلوغي الواحدة والعشرين إلى الغابات سائقا عربة تجرها الثيران لأقطع حطبا ،
وكنت انهض كل يوم قبل الفجر وأظل مكبا على عملي الصعب إلى ما بعد الغسق
لاقبض ستة دولارات في نهاية الشهر ، فكان كل واحد من تلك الدولارات الستة
يظهر لي كأنه البدر في جنح الدجى!..
إشراقة : إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ، تعلمي منها ، ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة.
ومضة : قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب
الدرة الخامسة : سوف تتأقلمين مع وضعك
غريب من الخلان في كل بلدة أهلاً بك .. عظم المطلوب قل المساعد
اعرف
رجلا قطعت قدمه في جراحة أجريت له ، فذهبت إليه لأواسيه ، وكان عاقلا
عالما ، وعزمت أن أقول له : إن الأمة لا تنتظر منك أن تكون عداء ماهرا ،
ولا مصارعا غالبا ، إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النير ، وقد بقي ها
عندك ولله الحمد .
وعندما عدته قال لي : الحمد لله ، لقد صحبتني رجلي هذه عشران السنين صحبة حسنة ،وفي سلامة الدين ما يرضي الفؤاد .
يقول
أحد الحكماء : إن طمأنينة الذهن لا تتأتى إلا مع التسليم باسوا الفروض ،
مرجع ذلك – من الناحية النفسية – أن التسليم يحرر النشاط من قيوده ... ثم
قال : ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس يحطمون حياتهم في سورة غضب ،
لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ، ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وبدلا
من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة مع الماضي ،
وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته .
أن
التحسر على الماضي الفاشل ، والبكاء المجهد على ما وقع فيه من الأم وهزائم
هو – في نظر الإسلام – بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره
إشراقة : الإحباط هو ألد أعدائك ، انه قادر على تدمير الطمأنينة.
ومضة : وكذلك جعلناكم أمة وسطا
الدرة السادسة : وصايا سديدة من أم رشيدة
فكم رأينا أخا هموم أعقب من بعدها سرورا
هناك
وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ، وهي وصية إمامة بنت
الحارث لابنتها أم اياس بنت عوف ليلة زفافها ، وما فأوصتها به قوله :
((
أي بني : انك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، ولو
أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس
عنه ، ولكن النساء للرجال خلقت وهن خلق الرجال .
أما الأولى والثانية ، فالخضوع له بالقناعة ، وحن السمع له والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك عل قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح !.
وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه ، فإن توتر الجوع ملهبة ، وتتغيص النوم مغضبة !.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء عل حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .
وأما
التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سرا ، فانك إن خالفت
أمره أوغرت صدره ، وإن أفضيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه
إن كان حزينا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحا!)).
إشراقة : سعادتك ليست وقفا على شخص آخر ، أنها في يداك أنت
ومضة : غدا تشرق الشمس وتسعد النفس
الدرة السابعة : جادت بنفسها فأرضت ربها
ولا تياس فإن اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل
هل سمعت عن المرأة الجهنية التي زلت فوقعت في الزنا ، ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى رسول الله r تريد أن يرجمها فيطهرها ؟ لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ، فدعا النبي r
وليها فقال : احن إليها ، فإذا وضعت فائتني ، ففعل فأمرر بها النبي صلى
الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ،
فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟!، قال : لقد تابت توبة ،
لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت افضل من أن جادت
بنفسها لله عز وجل ؟
أنها
دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ، واختيار الآجلة عل العاجلة ، ولو
لم تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجما ، ولعل قائلا يقول : فلماذا زنت
وهل يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟ ! والجواب : انه قد يضعف الإنسان فيقع في
المحظور لأنه خلق من ضعف ، ويزل لأنه خلق من عجل ، ويضل لحظة لأنه ناقص ،
لكن بذرة الإيمان حين تنمو في قلبه جعل هذه المارة تسرع إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم تسأله أن يطهرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته
وغفرانه .
إشراقة : لا تكوني متشكية مزمنة ، أو بالهواية !
ومضة : اشتدي أزمة تنفرجي
الدرة الثامنة : حفظت الله فحفظها
ولا عار أن زالت عن المرء نعمة ولن عارا أن يزول التجمل
حكي
أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن
الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف
المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟ .
فقالت
– وهي فزعة - : المال في هذه الصناديق التي هي داخل هذا البيت ، و أشارت
إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف ، فقال أحدهم لها : لا
تخافي ، فأنت تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ، ففهمت عنه انه احبها
ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالته بكلام خفي : أريد أن ادخل بيت الخلاء ،
ورققت له القول
ففهم
عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت واشتغلوا
بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزنا غلسا مملوءا تبنا
بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ، فطلبتها الإفرنج بعد
نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشغلوا بحمل النهب ، ومضوا ، فسلمت المرأة من
الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمن من الأسر بصعودهن سطح
الدار .
فقالت
المارة عند ذلك : سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي
المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر والافتتان بتغيير
الدين بالقهر .
إشراقة
: تقبلي حقيقة لا مفر منها ، وهي انك ستصادفين دائما في الدنيا أمورا لا
تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .
ومضة : الأم مصنع الرجال ومعدن الأبطال
الدرة التاسعة : ماء التوبة اطهر ماء
افرحي بالحياة فهي جميلة واجعليها بكل خير خميلة
الله
.. يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، بل يفرح بتوبة عبده إليه اعظم من فرحة
إنسان كان بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فانفلتت منها ،
فايس منها ، فجلس إلى جذع شجرة ينتظر الموت فأخذته إغفاءة ثم أفاق ، فإذا
بها واقفة عند رأسه ، وعليها طعامه وشرابه ، فقام إليها ، وامسك بزمامها ثم
صاح من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك! .. فسبحانه ما أعظمه وارحمه ،
يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ، ويحظى برضوانه ،وهو – جل وعلا – ينادي
عباده المؤمنين بقوه : ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31)
فالتوبة
غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ، فهي حرقة في الفؤاد ، ولوعة في النفس
، وانكساره في الخاطر ، ودمعة في العين ، إنها مبدا طريق السالين ، ورا
مال الفائزين ، و أول إقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين، التائب
يضرع ويتضرع ، ويهتف ويبكي ؛ إذا هدا العباد لم يهدا فؤاده ، وان سكن الخلق
لم يسكن خوفه ، وإذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين قلبه ، وقام بين يدي
ربه بقلبه المحزون ، وفؤاده المغموم منكسا رأسه ، ومقشعرا جلده ،إذا تذكر
عظيم ذنوبه وكثير خطئه ، هاجت عليه أحزانه ، واشتعلت حرقات فؤاده ،و أسبل
دمعه؛ فأنفساه متوهجة ، وزفراته بحرق فؤاده متصلة ، قد ضمر نفسه للسباق غدا
، وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم .
إشراقة : فكري بطريقة إيجابي متفائلة ، فإذا ساءت الأمور في يوم ما كان ذلك مقدمة لمجيء يوم آخر قريب كله بهجة وسرور .
ومضة : حافظات للغيب بما حفظ الله
الدرة العاشرة : الفدائية الأولى
ولربما كره الفتى أمراً عواقبه تسر
كانت تعيش في اعظم قصر في زمانها ، تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد ، حياتها مرفهة متنعمة .
إنها
آسية بنت مزاحم زوج فرعون – رضي الله عنها - ، امرأة وحيدة ، ضعيفة جسديا ،
آمنة مطمئنة في قصرها ،اشرق نور الإيمان في قلبها ، فتحدت الواقع الجاهلي
الذي يرأسه زوجها .
لقد
كانت نظرتها نظرة متعدية ،تعدت القصر ، والفرش الوثير ، والحياة الرغيدة ،
تعدت الجواري ،والعبيد ، والخدم ؛ لذلك كانت تستحق أن يذكرها رب العالمين
في كتابه المكنون ،ويضعها مثالا للذين آمنوا ، وذلك عندما قال تعالى )وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ
فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(التحريم:11) .
قال
العلماء عند تفسير هذه الآية الكريمة : لقد اختارت آسية الجار قبل الدار .
واستحقت أيضاً أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النسا اللاتي كملن ،
وذلك عندما قال :كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة
فرعون ومريم بنت عمران ، وان فضل عائشة على الناس كفضل الثريد على سائر
الطعام )).
هذه
آسية المؤمنة ، السراج الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون ، فمن يضيء لنا سراجا
يشع منه النور حاملا معه الصبر ، والثبات ، والدعوة إلى الله تعالى ؟ .
إشراقة : سيطري عل أفكارك تسعدي
ومضة : إن رحمة الله قريب من المحسنين
الزبرجدة الأولى : وكلي ربك ونامي
عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلى خلقه قد جاد بالنفحات
إلى
من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ، متوسدة عاصفة هوجاء ،تتخطفها
الأسنة وتنالها الرماح ،ما عرف الحزن إلى قلبها مدخلا ، وما استقرت الدمعة
في عينها زمنا ، إلى من فقدت الأبناء والأحباب والآباء والأصحاب ، إلى كل
مؤمن مهموم ، وكل مبتلى مغموم :
عظم الله أجرك .. ورفع درجتك .. وجبر كسرك ، قال الله تعالى : واستعينوا)وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45)
قال
علي رضي الله عنه : (( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) ،
فابشري بثواب أخروي في نزل الفردوس وجوار الواحد الأحد في جنات عدن ومقعد
صدق ، جزاء ما قدمت وبذلت وأعطيت ، وهنيئا لك هذا الإيمان والصبر والاحتساب
، وسوف تعلمين انك الرابحة على كل حال : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية155)
إشراقة : ثقتك في نفسك تعني إيجاد معن أكثر لحياتك مهما كان عمرك ، والحصول على مزيد من الكسب في هذه الحياة
ومضة :الله لطيف بعباده
الزبرجدة الثانية : العم عمى القلب
هل الدهر إلا كربة وانجلاؤها وشيكا و إلا ضيقة وانفراجها
كان
رجل كفيف يعيش سعيدا مع زوجة محبة مخلصة ،وابن بار ، وصديق وفي ، وكان
الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته هو الظلام الذي يعيش فيه ، كان يتمنى
أن يرى النور ليرى سعادته بعينيه.
هبط
البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيب نحرير ، فذهب إليه يطلب دواء يعيد له
بصره ، فأعطاه الطبيب قطرة وأوصاه أن يستعملها بانتظام ، وقال له : إنك
بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة.
واستمر
الأعمى في استخدام القطرة على يأس من المحيطين به ، ولكنه بعد استخدامها
عدة أيام رأى النور فجأة وهو جالس في حديقة بيته ، فجن من الفرح والسرور
وهرول إلى داخل البيت ليخبر زوجته الحبيبة فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ،
فلم يصدق ما رأى ، وذهب إلى الغرفة الأخرى فوجد ابنه يفتح خزانته ويسرق
بعض ما فيها .
عاد الأعمى أدراجه وهو يصرخ : هذا ليس طبيبا ، هذا ساحر ملعون ، وأخذ مسمارا ففقأ عينيه ! مذعورا إلى سعادته التي ألفها .
إشراقة : إن القلق النفسي اشد فتكا من أمراض الجسم
ومضة : كلا إن معي ربي سيهدين
الزبرجدة الثالثة : لا تقيمي محكمة الانتقام فتكوني أول ضحية !
إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون
بعض
الناس سمح لا يهمه أن يتقاضى حقه كله ، وهو يتغاضى عن كثير من الأمور
ويتغابى أحيانا ، وفي مجمل الأمر فإن نفسه سمحة سهلة ، وهو لا يدقق كثيرا ،
ولا يفتش فيما خلف العبارات ، ولا يتعب نفسه بهذه الأمور .
وبعضهم
الآخر لا يعرف السماحة ولا يتغاضى عن حقوقه بمقدار ذرة ، وهو في جهاد مع
الناس ومع المواقف المختلفة للاستقصاء والحصول على حقه – وربما غير حقه –
وهو قلما يرضى .
ومن الطبيعي أن الإنسان السمح اقرب إلى رضا النفس وهدوء البال والبعد عن القلق ، كما انه اقرب إلى قلوب
الناس وأجدر بحبهم ، و أبواب النجاح تفتح أمامه أكثر من ذلك الذي يعتبر
نفسه في حرب دائمة مع عباد الله . وفوق ذلك يحلل الكلمات والمواقف ويبحث
فيها عن المقاصد الخبيثة ، فيجلب القلق لنفسه من كل سبيل ، ويكرهه الناس
يتحاشونه ويوصدون أمامه أبواب النجاح ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما
خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما وإلا كان ابعد الناس عنه .
قال رسول الله r : (( رحم الله عبدا سمحا إذا باع ، سمحا إذا اشترى ، سمحا إذا اقتضى ))
إشراقة : عليك بالاجتهاد في الوقت الحاضر ، مع عدم القلق حول ما سيأتي في الغد .
ومضة : ما أنزلنا عليك القران لتشفى
الزبرجدة الرابعة : الامتياز في الإنجاز
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
يقول أحد الأثرياء :
لا
يتملكني أي شعور خاص لأنني أغنى رجل في العالم ، و أعيش حياة عادية في شقة
متواضعة مع زوجتي ، ولا أشرب ولا أدخن ولا أعشق حياة المليارديرات الذين
تملأ صورهم الصحف ، بيخوتهم الفاخرة ، وقصورهم في الأرياف ، وحياتهم
الصاخبة ، وزيجاتهم من فتيات جميلات ، وهي الزيجات التي تنتهي عادة بطلاق
يدفعون مقابله ملايين الدولارات .
أعشق
العمل وأسعد به وغالبا ما آخذ غدائي معي لأتناوله في مقر عملي ولا تملأ
ذاكرتي الغبطة والسعادة إذا تصورت ما املكه من مليارات ، ولكن تملؤها
السعادة حين أتذكر أنني قد ساعدت في تحويل مدينتي الأم ( طوكيو ) بشوارعها
المتواضعة إلى عاصمة هي محط أنظار العالم بالمجمعات العقارية الحديثة التي
أنجزتها ..باختصار سعادتي في الإنجاز .
إشراقة : التحسر لا ينتشل سفينة من أعماق البحار !
ومضة : أليس الله بكاف عبده
الزبرجدة الخامة : عالم الكفر يعاني الشقاء
ولو جاز الخلود خلدت فردا ولكن ليس للدنيا خلود
ألقى
الدكتور (( هارولدسين هابين)) الطبيب بمستشفى ( مايو ) رسالة في الجمعية
الأمريكية للأطباء والجراحين العالمين في المؤسسات الصناعية قال فيها : إنه
درس حالات 176 رجلا من رجال الأعمال ، أعمارهم متجانسة في نحو الرابعة
والأربعين ، فاتضح له أن أكثر من ثلث هؤلاء يعانون واحدا من ثلاثة أمراض
تنشأ كلها عن توتر الأعصاب وهي : اضطراب القلب ، وقرحة المعدة ، وضغط الدم ،
ذلك ولما يبلغ أحدهم الخامة والأربعين بعد ! ، هل يعد ناجحا ذاك الذي
يشتري نجاحه بقرحة في معدته ، واضطراب في قلبه ؟ وماذا يفيده المرض إذا كسب
العالم أجمع وخسر صحته ؟ !، لو أن أحداً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن
ينام الأعلى سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ،
فما الفرق بينه وبين العامل الذي يحفر الأرض ؟ لعل العامل اشد استغراقا
في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة .
ويقول
الدكتور (( و س . الفاريز )) : اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم
أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ عن الخوف ، والقلق ، والبغضاء ، والأثرة
المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة .
إشراقة : نحن لا نملك تغيير الماضي ولا رسم المستقبل بالصورة التي نشاء ، فلماذا نقتل أنفسنا حسرة على شيء لا نستطيع تغييره ؟!
ومضة : لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب
الزبرجدة السادسة : من أخلاق شريكة الحياة
ورب عسر أتى بيسر فصار معسوره يسيرا
المرأة المؤمنة الصالحة لا ترهق زوجا بكثرة طلباتها ، فهي تقنع بما قسمه الله لها ، وقدوتها في ذلك آل بيت رسول الله r
، يروي عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : ( والله يا
ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ، ثم الهلال ، ثلاثة أهله في شهرين ، وما
أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، قلت : يا خالة ، فما
كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء ، إلا انه قد كان لرسول الله
صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار ، وكانت لهم منايح ، فكانوا يرسلون
إلى رسول الله r ، من ألبانها فسقيناه ).
إشراقة : قيمة الحياة هي أن يحيا الإنسان كل ساعة منها
ومضة : العمل وقود الأمل وعدو الفشل
الزبرجدة السابعة : أرضى باختيار الله لك
ولا تظنن بربك ظن سوء فإن الله أول بالجميل
ما
أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما
السلام حين تبعت زوجها – بعد أن وضعها وابنها في واد غير ذي زرع ومضى -،
تكرر على مسامعه : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس
فيه أنيس ولا شيء ؟، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له آلله
أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : ( إذا لا يضيعنا ) نعم ، إن الله لا يضيع
عباده الصالحين ، ألم يعوض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في سورة الكهف
؟: )وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) )فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (الكهف:81) .
ألم
يحفظ الله تعالى صاحب الكنز – الرجل الصالح – في ولديه حين أمر صاحب موس
أن يبني الجدار من جديد ، فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟: )وَأَمَّا
الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ
تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ
أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ
رَبِّك)(الكهف: من الآية82)
إشراقة : لن أستطيع تغيير الماضي ، ولست الآن قادرة على أن اعلم ما سيجيء فلماذا اندم أو اقلق؟!
ومضة : النصر مع الصبر
الزبرجدة الثامنة : لا تأسفي على الدنيا
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد ؟!
إن
من يعلم بقصر عمر الدنيا ، وقلة بضاعتها ، ورداءة أخلاقها ، وسرعة تقلبها
بأهلها ، لا يأسف على شي منها ، ولا ييأس على ما ذهب منها ، فلا تحزني على
ما فات ولا تياسي ، فإن لنا دارا أخرى اعظم وابقى واكبر واحسن من هذه الدار
، وهي الدار الآخرة ، فاحمدي الله انك تؤمنين بلقاء الواحد الأحد وغيرك –
من غير المسلمات – يكفرن بهذا اليوم الموعود ، فهنيئا لمن آمن بذاك اليوم
واستعد له ، وتعسا لمن ضعف إيمانه في ذل اليوم ، وشغله عنه قصره ، وداره ،
وكنوزه ، ومتاعه الرخيص ! ، وما قيمة قصر أو دار أو مجوهرات بلا إيمان ؟
وما قيمة منصب ومكانة بلا تقوى ؟ ولو أن الملوك والأمراء والتجار يعيشون
الشقاء ، ويتجرعون غصص المرارة ، ويشتكون من مصائبهم وأحزانهم .
إشراقة : إن الأمس حلم ولى وانقضى ، والغد أمل جميل ، أما اليوم فهو حقيقة واقعة .
ومضة : المرأة أهدت العظماء للعالم
الزبرجدة التاسعة : متعة الجمال في خلق ذي الجلال
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
انظري إلى الإنسان وروعة خلقه ، وتباين أجناسه ، وتعدد واختلاف نغماته ، أحسن الله خلقه ، وركبه في اجمل صورة : ) وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )(غافر: من الآية64) )يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الانفطار:6) (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:7)
)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار:8) ، )لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)
انظري
إلى السماء وهيبتها ، والنجوم وفتنتها ، والشمس وحسنها ، والكواكب وروعتها
، والقمر وإشراقه ، والفضاء ورحابته ، وانظري إلى الأرض كيف دحاها ، وأخرج
منها ماءها ومرعاها ،والجبال أرساها ، تأملي هذه البحار والأنهار ، هذا
الليل ، هذا الصبح ، هذا الضياء ،هذه الظلال ، هذه السحب ، هذا التناغم
الساري في الوجود كله ، هذا التناسق ، هذه الزهرة ، هذه الوردة ، هذه
الثمرة اليانعة ، هذا اللبن السائغ ، هذا الشهد المذاب ، هذه النخلة ، هذه
النحلة ، هذه النملة، هذه الدويبة الصغيرة ، هذه السمكة ، هذا الطائر
المغرد ، والبلبل الشادي ، هذه الزاحفة ، هذا الحيوان ، جمال لا ينفد ،
وحسن لا ينتهي ، وقرة عين لا تنقطع : )فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم:17) )وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (الروم:18) )يُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الروم:19)
إشراقة : لا تتطلعي إلى الجوانب التعيسة من الحياة ، بل استغني مباهجها .
ومضة : وقرن في بيوتكن
الزبرجدة العاشرة : غاية الكرم ونهاية الجود
كم فرج بعد إياس قد أتى وكم سرور قد أتى بعد الأسى
سبى
الروم بعض النساء المسلمات ، فعلم بالخبر ( المنصور بن عمار ) فقالوا له :
( لو اتخذت مجلسا بالقرب من أمير المؤمنين ، فحرضت الناس على الغزو ؟
وفعلا جعل له مجلسا بقرب أمير المؤمنين هارون الرشيد وذلك في ( الرقة ) في
الشام .
وبينما
كان الشيخ ( منصور ) يحث الناس على الجهاد في سبيل الله ، إذ طرحت خرقة
بها صرة مختومة ومضموم بها كتاب ، فك ( المنصور ) الكتاب وإذ فيه : إني
امرأة من أهل البيوتات من العرب ، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ، وسمعت
تحريضك الناس على الغزو في ذلك ، فعمدت إلى اكرم شيء من بدني وهما ذؤابتناي
( أي : ضفيرتاها ) فقطعتهما وصررتهما في هذه الخرقة المختومة ، وأناشدك
بالله العظيم لما جعلتهما قيد ( لجام ) فرس غاز في سبيل الله ، فلعل الله
العظيم أن ينظر إلى على تلك الحال فيرحمني بهما ) .
فلم
يتمالك ( المنصور ) نفسه تجاه تلك العبارات البليغة ، فبكى وأبكى الناس ،
فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام ، فغزا بنفسه مع المجاهدين في سبيل
الله ، ففتح الله عليهم .
إشراقة : لا تبكي على ما فات ، ولا تضيعي الدموع هباء ، فليس في استطاعتك أن تعيدي ما مضى وولى .
ومضة : ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الياقوتة الأولى : ليس لك من الله عوض
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير
دخل رجل في غير وقت الصلاة فوجد غلاما يبلغ العاشرة من عمره قائما يصلي بخشوع ، فانتظر حتى انتهى الغلام من صلاته فجاء إليه وسلم عليه وقال : يا بني ابن
من أنت ؟ فطأطأ برأسه وانحدرت دمعة عل خده ثم رفع رأسه وقال : يا عم إني
يتيم الأب والأم ، فرق له الرجل ، وقال له : أترضى أن تكون ابنا لي ؟ فقال
الغلام : هل إذا جعت تطعمني ؟ قال : نعم ، فقال الغلام : هل إذا عريت
تكسوني ؟ قال نعم ، قال الغلام : هل إذا مت تحييني ؟ قال الرجل : ليس إلى
ذلك سبيل .
قال الغلام فدعني يا عم للي خلقني فهو يهدين ، والي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.
فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول : آمنت بالله ، من توكل عل الله كفاه .
إشراقة : مهما شددت شعرك ،وسمحت للهم والكدر أن يمسكا بخناقك ، فلن تستطيعي أن تعيدي قطرة واحدة من أحداث الماضي.
ومضة : ورحمتي وسعت كل شيء
الياقوتة الثانية : السعادة موجودة .. لكن من يعثر عليها ؟!
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة من الهم افرح ، أكثر الروع باطله
لا
يمكن لإنسان أن يستمد السعادة إلا من نفسه ، ولكن عليه أن يهتدي إلى
الطريقة الفضلى لبلوغها ، وهي تتلخص بان يكون صادقا شجاعا محبا للعمل
والناس ، وأن يتحلى بالتعاون والبعد عن الأنانية السوداء ، وأن يكون له
ضمير حي قبل كل شيء ، فالسعادة ليست خرافة ، إنها حقيقة ظاهرة ، ويستمتع
بها كثيرون ، وبإمكاننا أن نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا وإذا ما
استعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة ، فإذا تبصرنا بالحياة نستطيع أن
نستخرج من ذواتنا أشياء كثيرة وأن نبرأ من كثير من الأمراض الصحية والنفسية
من المعرفة والإرادة والصبر ، ونعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود
ولا عقوق ولا شقاء .
إشراقة : ما من عدو لدود لجمال المرأة أكثر من القلق الذي يقربها من الشيخوخة
ومضة : ولسوف يعطيك ربك فترضى
الياقوتة الثالثة : حسن الخلق جنة في القلب
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم كانوا حسني الأخلاق معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ، ويحس انه يعيش في مجتمع صديق.
وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظا وجد من الناس سوء الأخلاق والفظاظة والغلظة ،فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .
وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق والتوتر والمواقف المؤلمة ، إضافة إلى أن حسن الأخلاق عباد لله U ومما حض عليه الإسلام كثيرا ، قال الله U : )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199) وقال U
يصف رسوله صلى الله عليه وسلم : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن احبكم إلي أحاسنكم أخلاقا ،
الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم الي المشاؤون
بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب )).
إشراقة : إن التردد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال . ل هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .
ومضة : كل يوم هو في شأن
الياقوتة الخامسة : استعيذي بالله من الهم والحزن
ولو أن النساء كمن عرفنا لفضلت النساء على الرجال
ما
أظن عاقلا يزهد في البشاشة أو مؤمنا يجنح إلى التشاؤم واليأس ، وربما غلبت
المرء أعراض قاهرة فسلبته طمأنينته ورضاه ، وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله
كي ينقذه مما حل به ، فإن الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في
الإرادة يطبع الأعمال كلها بالعجز والشلل.
ولذلك كان رسول الله r يعلم أصحابه أن يستعينوا بالله في النجاة من هذه الآفات ، قال أبو سعيد الخدري : دخل رسول الله r
المجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : ((
يا أبا أمامة .. ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة ؟، قال : هموم
لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله
همك ، وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، ، قال : قل إذا أصبحت وإذا
أمسيت : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ،
وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) . رواه
أبو داود . قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي وقضى عني ديني.
إشراقة : إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكلين ، ولكنها تأتي مما يأكلك !
ومضة : وما بك من نعمة فمن الله
الياقوتة السادسة : المرأة التي تعين على نوائب الدهر
هي حالان شدة وبلاء وسجالان نعمة ورخاء
تروي
كتب الطبقات عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت
تطوي الأيام جوعا ، وقد رآها زوجها الإمام علي رضي الله عنه يوما ، وقد
اصفر لونها ، فقال لها : ما بك يا فاطمة ؟
قالت
: منذ ثلاثة لا نجد شيئا في البيت ، قال : ولماذا لم تخبريني ؟
قالت : إن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ليلة الزفاف : (( يا
فاطمة ، إذا جاءك علي بشيء فكليه ، وإلا فلا تسأليه )).
لكن
كثيرا من النساء قد تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ، فالواحدة منهن لا تطيق
أن ترى فيجيب زوجها مالا ، فتلعن حالة الطوارئ في المنزل ، ولا تهدأ حتى
تسلبه ما معه من مال .
ولا
شك أن الرجل إن استسلم مرة ، فلن يرفع الراية البيضاء دائما ، وإنما سيبدأ
الشقاق ولو بعد حين ، وقد يتطور هذا الشقاق إلى الطلاق ويومها سيترنم
الزوج بأبيات هذا الأعرابي الذي تخلص من زوجته ( أمامة ) بطلاقها بعد طول
عناء وشقاء معها:
طعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق
بانت فلم يألم لها قلبي ولم تدمع مآقي
ودواء مالا تشتهيه النفس تعجيل الفراق
والعيش ليس يطيب بين اثنين في غير اتفاق
إشراقة : إن الحياة اقصر من أن نقصرها ، فلا تحاولي أن تقصريها أكثر
ومضة : النجاح أن تكوني على كل لسان
الياقوتة السابعة : امرأة من أهل الجنة
إن ربا كان يكفيك الذي كان منك الأمس يكفيك غدك
رو
عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : ألا أريك امرأة
من أهل الجنة ؟ فقلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله
عليه وسلم فقالت : إني اصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله تعالى لي ، قال :( إن
شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك ) فقالت : أصبر ،
وقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
فهذه
المرأة المؤمنة التقية رضيت ببلاء يصاحبها في حياتها الفانية على أن لها
الجنة ، وقد ربح البيع ، فكانت من أهل الجنة ، ولكنها أنفت أن تتكشف فيرى
الناس من عورتها ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقية ، فماذا نقول
لهؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي يتفنن في إبداء محاسنهن ، ويجتهدن في خلع
برقع الحياء ، وفي التعري ؟!
إشراقة : كفي عن القلق ، تحلي ، واجهي الحقيقة بثبات ، وافعلي شيئا لتعيشي.
ومضة : المعونة على قدر المؤونة
الياقوتة الثامنة : الصدقة تدفع البلاء
وفي كل شيء له آية تدل على انه الواحد
الصدقة
باب عظيم من أبواب سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛ فإن بذل المعروف يكافئ الله
صاحبه في الدنيا بانشراح صدره ،وسروره وحبوره ، ونوره وسعة خاطره ،ورخاء
حاله ، فتصدقي ولو بالقليل ، ولا تحتقري شيئا تتصدقين به ، تمرة أو لقمة أو
جرعة ماء أو مذقة لبن ، أهدي للمسكين ، و أعطي البائس ، أطعمي الجائع ،
وزوري المريض ، وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى – خفف عنك من الهموم
والغموم ، ومن الأحزان ، فالصدقة دواء لا يوجد إلا في " صيدلية " الإسلام.
وسال
رجل الإمام عبد الله بن المبارك فقال له : يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في
ركبتي منذ سبع سنين ،وسألت الأطباء ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، فلم أنتفع
به ؟ !
فقال
له ابن المبارك : اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس فيه إلى الماء، فاحفر هناك
بئرا فإني أرجز أن تتبع هناك عين ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .
ولا عجب أيتها الأخت الكريمة : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، وقال r : ( إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ) .
إشراقة : القلق حبيب الفراغ
ومضة : حور مقصورات في الخيام
الياقوتة التاسعة : كوني جميلة الروح لأن الكون جميل
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
مشهد
النجوم في السماء جميل ،ما في هذا شك ، جميل جمالا يأخذ بالقلوب ، وهو
جمال متجدد تتعدد ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من صباح إلى مساء ، ومن شروق إلى
غروب ، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء ، ومن مشهد الصفاء إلى مشهد
الضباب والسحاب ، بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ، ومن مرصد لمرصد ، ومن
زاوية لزاوية ، وكله جمال ، وكله يأخذ بالألباب .
هذه
النجمة الفريدة التي توصوص عناك ، وكأنها عين جميلة ، تلتمع بالمحبة
والنداء ، وهاتان النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من الزحام تتناجيان
!..
وهذه
المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك ، وكأنها في حلقة سمر في مهرجان
السماء ، وهذا القمر الحالم الساهي ليلة ، والزاهي المزهو ليلة ، والمنكسر
الخفيض ليلة ، والوليد المتفتح للحياة ليلة ، والفاني الذي يدلف للفناء
ليلة ..!
وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده ، ولا يبلغ البصر آماده .
إنه الجمال ، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه ، ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات!.
إشراقة : لابد من تقبل الأمر الواقع الذي لابد منه ، وإذا قلقت فماذا ينفعك القلق؟
ومضة : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
الياقوتة العاشرة : امرأة تصنع بطولة
أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى إكليلا؟
ولى
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حبيب بن مسلمة الفهري قيادة جيش
من المسلمين لتأديب الروم ، وكانوا قد تحرشوا بالمسلمين ، وكانت زوجة حبيب
جندية ضمن هذا الجيش ، وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ،وإذا
بزوجته تسأله هذا السؤال :أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت الصفوف ؟
فأجابها
قائلا : تجديني في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ، وحمي وطيس المعركة
وقاتل حبيب ومن معه ببسالة منقطعة النظير ، ونصرهم الله على الروم وأسرع
حبيب إلى خيمة قائد الروم ينتظر زوجته ،وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجبا
، لقد وجد زوجته قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !
ولو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال !
إشراقة : الحياة ليس فيها صعب أو مستحيل طالما أن هناك القدرة على العمل والحركة !
ومضة : فاذكروني أذكركم
الجوهرة الأولى : لا تنفقي ساعاتك في الهواء
نزداد هما كلما ازددنا عن والحزن كل الحزن في الإكثار
يقول نبيك r لعائشة رضي الله عنها : (وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه ..).
تخيلي
أنك قد ملكت كل ما تريدين من آمال وأحلام ، ووصلت إلى كل ما تريدين من
أمنيات، ثم فجأة ضاع منك كل شيء بغير فائدة ، حينها ستبكين ، وتتوجعين
،وتتحسرين ، وتعضين على أصابعك ،ندامة وحسرة على ما ضاع منك فما بالك بعمرك الذي يضيع منك وأنت لا تشعرين ؟
إن
عمرك جوهرة نفيسة لا تقدر بأي شيء مادي ، وهذا العمر في حقيقته عبارة عن
أنفاس، كل نفس يخرج ولا يعود إليك أبدا ، وهذه الأنفاس هي رأس مالك في
الدنيا ، تستطيعين أن تشتري بهما ما تشائين من نعيم الجنة ، فكيف تضيعين
ذلك العمر بلا توبة نصوح؟!.
إشراقة : هناك طريق واحد يؤدي إلى السعادة ، ذلك هو التوقف عن التوجس من أشياء لا قدرة لنا عل السيطرة عليها.
ومضة : فسيكفيكهم الله
الجوهرة الثانية : السعادة لا تشترى بالمال
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
كثيرون
بذلوا شبابهم وصحتهم ليجمعوا المال ، ثم عاشوا طول عمرهم ينفقون كل ما
كسبوه ليحصلوا عل السعادة ، فحصلوا على الشقاء ، أو ليستردوا الشباب
فدهمتهم الشيخوخة ، أو ليحصلوا عل الصحة فهزمهم المرض العضال!
وهذا ممثل مشهور يقول إن أمنية حياته كانت هي المال .
أن
يتوهم أنه بالمال يستطيع أن يكون اسعد رجل في العالم لمدة مائة سنة !، كان
واثقا انه قادر بالمال أن يحقق كل ما يتمناه، أن يجعل الأماني والأحلام
والدنيا تسجد صاغرة بين يديه ، وبعد عشرين سنة أعطاه الله المال أضعاف ما
تمنى ، ولكنه أخذ منه الصحة والشباب والأحلام !، ونقل عنه انه كان يبكي
ويقول : ليتني ما طلبت من الله المال ، ليتني طلبت أن أعيش مائة سنة فقيرا
آكل الفول المدمس ، واتشعبط على سلم الترام حتى لا ادفع ثمن التذكرة !، ولم
يعرف هذا الممثل قيمة الصحة إلا عندما فقدها ، ولم يكتشف أن المال عاجز عن
أن يشتري له أي شي إلا عندما اصبح أغنى فنان في مصر ، وعرف انه لا يستطيع
أن يضيف بكل أمواله يوما واحدا إلى عمره المخطوف !.
إشراقة : إن المرء لا ينبغي أن يضيع نصف حياته في المشاحنات
ومضة : واستعينوا بالصبر والصلاة
الجوهرة الثالثة : العجلة والطيش وقود الشقاء
من إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
الحلم
فروسية من النوع الراقي يتغلب بها الإنسان عل غضبه وحماقته وهواه ،
والأناة هي التثبت وعدم الاستعجال والتصرف بعقل وحكمة ، وهاتان الخصلتان
حرب على القلق ، ومن عدمهما عدم الكثير من الخير ، وكان مع القلق على ميعاد
، فإن الحليم يرد بحلمه الكثير من الشرور ، أما الأحمق الغضوب فإنه يجعل
الشر يكبر ودواعي القلق تزداد وتتأصل ، والإنسان المتأني قلما يندم أو يقدم
على أمر مجهول العاقبة ، أما الأحمق العجول فإنه حليف للندم والقلق وسوء
العاقبة . وكذلك فإن الإنسان الذي يرفق بنفسه وبالآخرين يكون موفقا يعتاد
هدوء الأعصاب ويكسب راحة البال .
وديننا
الإسلامي الحنيف يحض على الرفق والحلم والأناة ، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه
)).
إشراقة : إننا نضيع أوقات سعادتنا في الحياة من أجل أشياء لا قيمة لها .
ومضة : وما جعل عليكم في الدين من حرج
الجوهرة الرابعة: لعبة جمع المال لا نهاية لها
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حرا طليقا غريبا
يقول
بيفربرو : لقد جمعت من المال الكثير ولكنني رأيت من واقع التجربة أن
الاستمرار في هذه اللعبة ، لعبة جمع المال ،خطيرة وليس لها نهاية وتبلع
العمر والسعادة ، لذلك غيرت عملي واتجاهي إلى عمل آخر أهواه
في مجال النشر لا يدر مالا كثيرا ، ولكنه يحقق لي السعادة وخدمة المجتمع ،
وإنني انصح كل رجل أعمال جمع من المال ما يكفيه جدا أن يكف عن لعبة المال ،
ويتقاعد مبكرا ليتمتع بما حقق ، ويشرع في عمل محبوب ، فيه خدمة للمجتمع
وإمتاع للوقت.
إن
صاحب المال الذي جربه وامتلك الكثير منه لا يعن إلا قليلا بأن يخلف لورثته
ثروة كبيرة ، لأنه يعلم انهم يكونون رجالا افضل إذا نزلوا إلى الميدان
مجردين من الثروة ولا يملكون إلا العقل والأخلاق ، إن الثروة بلا مجهود
كثيرا ما تصبح لعنة لا نعمة ، وشقاء لا سعادة ، حيث يشبع بها الرجال
أجسادهم برفاهية وخمول ،وعقولهم بتفاهة وفراغ ، ويبتسرون الشباب الوضيء حتى
الممات .
إشراقة : رسخي إيمانك بعدم وجود المستحيل في الحياة
ومضة : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم
الجوهرة الخامسة: في الفراغ تولد الرذيلة
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم التلاشي والفناء ، إذا كان العمل رسالة الإحياء فإن العاطلين موتى.
وإذا أنت دنيانا هذه غراسا لحياة اكبر تعقبها ، فإن الفارغين أحرى الناس أن يحشروا مفلسين لا حصاد لهم إلا البوار والخسران .
وقد نبه النبي r إلى غفلة الألوف عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ،والفراغ)).
ألهذا خلق الناس ؟ . كلا ، فالله عز وجل يقول )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون:115)
)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ)(المؤمنون: من الآية116).
إن الحياة خلقت بالحق ، الأرض والسماء وما بينهما ، والإنسان في هذا العالم يجب أن يتعرف إلى هذا الحق وان يعيش به .
أما أن يدخل في قوقعة من شهواته الضيقة ، ويحتجب في حدودها مذهولا عن كل شي فبئس المهاد ما اختار لحاضره ومستقبله !!.
إشراقة : ضعي في خيالك دائما صورة النجاح ودعيها مرسومة في ذهنك .
ومضة : ويرزقه من حيث لا يحتسب
الجوهرة السادسة : بيت بلا غضب ولا صخب ولا تعب
والفتى الحازم اللبيب إذا ما خانه الصبر لم يخنه العزاء
قالت
لأبيها وهي تبكي :يا أبت ،كان بيني وبين زوجي البارحة شيء ، فغضب لكلمة
بدرت مني، فلما رأيت غضبه ندمت على ما فعلت ، واعتذرت له ، فأبى أن يكلمني
وحول وجهه عني ، فطفت حوله حتى ضح ورضي عني ، وأنا خائفة من ربي أن يؤاخذني
على اللحظات التي أحرقت فيها من دمه- ساعة غضبه – بعض قطرات ! ، فقال لها
والدها : يا بنية ، والذي نفسي بيده لو انك مت قبل أن يرضى عنك زوجك لما
كنت راضيا عنك ، أما علمت أن أيما امرأة غضب عليها زوجها فهي ملعونة في
التوراة والإنجيل والزبور والقران ، وتشدد عليها سكرات الموت ، ويضيق عليها
قبرها ،فطوب لامرأة رضي عنها زوجها .
فالمرأة الصالحة تحرص على أن تكون محبوبة إلى زوجها ، فلا يبدو منها ما يعكر صفو حياتهما .. وقد نصح أحد الرجال زوجته فقال :
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين اغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مــرة فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!
إشراقة: اطردي صورة الفشل ودعيها خارج ذهنك
ومضة : لا أمان لمن لا إيمان لها
الجوهرة السابعة : العفة والحياء تزيد جمال الحسناء
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
وهل
أتاك نبأ أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمعته
يقول : ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقالت : فكيف
تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : ( يرخين شبرا ) ، قالت: إذا تنكشف أقدامهن ،
قال : ( فيرخينه ذراعا ولا يزدن ) .
لله
درك يا أم المؤمنين !! ، لله درك يا أم سلمة ، ليست من أهل الخيلاء ولا
التكبر ، ولكن نساء المسلمين حييات عفيفات ، طاهرات شريفات ، لا ينبغي أن
ترى أقدامهن ، وثيابهن لها ذيول يجررنها عل الأرض وراءهن ، فلا يرى الرجال
منهن شيئا ، أما النساء في عصرنا ، - إلا من رحم ربك – فإنهن يرخين الذيل
إلى ( أعلى ) أقصى ما يستطعن ، خوفا عليه من البلل ، أو الغبار ، ولو
استطعن لخلعنه ، أسوة بالكوافر العواهر ، ويجدن ألف مبرر للتعري والتسفخ
ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ورجالهن ليس فيهم من الرجولة إلا الاسم ،
يمشون إلى جانبهن ، ولا يبالون ، فقد ذهب الحياء :
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إشراقة : راحة الجسم في قلة الطعام .. وراحة النف في قلة الآثام ..
وراحة القلب في قلة الاهتمام .. وراحة اللسان في قلة الكلام
ومضة : يدرك الصبور أحسن الأمور
الجوهرة الثامنة : قد يرد الله الغائب
يا رب أول شيء قاله خلدي أني ذكرتك في سري وإعلاني
بعد
فراق دام أكثر من عشرين عاما ، كتب الله أن يجمع – في قصة غريبة من نوعها –
بين أم وابنتها البالغة من العمر 25 عاما ، بعد أن باعدت بينهما ظروف
الحياة ، وذلك أثناء قضاء الابنة لشهر العسل في متنزهات جبال السودة بأبها.
وكانت الأم قد تزوجت بعد أن انفصل عنها زوجها الأول وعمر ابنتها ثلاث سنوات وحالت ظروف زوجها وتنقله المستمر من بلد إلى آخر من رؤية ابنتها التي تركتها في رعاية والدها .
وفي
يوم من أيام الصيف الجميلة في جبال السودة بأبها ، التقت الابنة بإحدى
السيدات في المتنزه ، وأخذتا تتجاذبان أطراف الحديث ، وكلتاهما لا تعرف
الأخرى ، فقد تركت الأم ابنتها وهي في الثالثة من عمرها . وبينما هما
يتجاذبان أطراف الحديث ، رأت الأم إحدى أصابع ابنتها مبتورة ، وسألتها عن
أمها ، فحكت لها قصتها ، وإذا بالأم تجد نفسها وجها لوجه لجانب ابنتها التي
افتقدتها منذ عشرين عاما ، فأخذتها في أحضانها ، وأخذت تلثم وجهها وتضمها
بكل حنان وحب ، وتبث إليها شوقها وحرمانها منها طوال الأعوام الطويلة .
إشراقة
: إن التفكير في السعادة يؤدي بالضرورة إلى التفكير فيما كان من قبل .
وفيما سيكون من بعد .. وهذا في حد ذاته يفسد الشهور بالسعادة
ومضة : كأنهن الياقوت والمرجان
الجوهرة التاسعة : كلمة تملأ الزمان والمكان
يا من إليه المشتكى والمفزع أنت المعد لكل ما يتوقع
قال موسى – عليه السلام - : ((يا رب علمني دعاء أدعوك به وأناجيك )) ، قال (
يا موسى قل : لا إله إلا الله ، قال موسى : كل الناس يقولون لا إله إلا
الله ، قال : يا موسى لو أن السماوات السبع والارضين في كفة ، ولا إله إلا
الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ).
لا
إله إلا الله .. لها انوار ساطعة ، وأشعة كاشفة ، وهي تبدد من ضباب الذنوب
وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه ، فلها نور ، وتفاوت أهلها في ذلك
النور – قوة وضعفا – لا يحصيه إلا الله تعالى .
فمن
الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ، ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب
الدري ، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ، وخر كالسراج المضيء ،
وآخر كالسراج الضعيف.
وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد ، احرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته
إشراقة
: سعادة المؤمن بحب الله ، والحب في الله سعادة أعماقها أبعد من كل عمق ،
يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ، ولا يقبلون لها بديلا .
ومضة : المرأة أغلى من الكنوز واثمن من الثروة
الجوهرة العاشرة : قلوب اشتاقت إلى الجنة
اسعدي بالحياة قبل الممات واقطفي الزهر قبل ريح الشتات
هل سمعت بقصة امرأة صالح بن حيي ، أنها امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدين ، فلما شبا إذا بها تعلمهم أول ما تعلمهم العبادة والطاعة وقيام الليل .
لقد قالت لولديها : ينبغي إلا تمر لحظة واحدة من الليل في بيتنا إلا وفيه قائم ذاكر لله U
، فقالا : وماذا تريدين يا أماه ؟ قالت : نقسم الليل بيننا ثلاثة أجزاء ،
يقوم أحدكما الثلث الأول ، ثم يقوم الآخر الثلث الثاني ، و أقوم أنا الثلث
الأخير ، ثم أوقظكما لصلاة الفجر .
فقالا
: سمعا وطاعة يا أماه ، فلما ماتت الأم لم يترك الولدان قيام الليل ، لأن
حب الطاعة والعبادة قد ملأ قلبيهما ، وصارت أحلى لحظات حياتهما هي اللحظات
التي يقومان فيها من الليل ، فقسما الليل بينهما نصفين ، ولما مرض أحدهما
مرضا شديدا ، قام الآخر الليل كله وحده .
إشراقة : الحياة من حولنا بوجهها الجميل النبيل هي دعوة حقيقية للسعادة .
ومضة : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
الخاتم الأول : الإيمان بالقدر خيره وشره
كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدول
قال تعالى : )مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
(الحديد:22)
)لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد:23)
وقال تعالى : ) وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216).
الإيمان
بالقضاء والقدر له دور كبير في طمأنينة القلب عند المصائب ، خاصة إذا أدرك
العبد تماما أن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر ، وأنه حكيم خبير
يدخر لهم في الآخرة فيعطي الصابرين أجرهم وافيا بغير حساب ، فهذا عند
التأمل والعمل به قد يقلب حزن المصيبة وكمدها إلى سرور وسعادة ، ولكن ليس
كل أحد يقوى على ذلك.
فما الخطوات التي تتبعينها لتخفيف لانكبات والمصائب وهوينها على النفس ؟
تصوري كون المصيبة اكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة .
تأملي حال من مصيبته اعظم وأشد .
انظري إلى ما أنت فيه من نعم وخير حرم منه كثيرون.
لا تستسلمي للإحباط الذي قد يصحب المصيبة :
)فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5) (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:6)
إشراقة : من أسرع رسل السعادة إلى نفوس الآخرين : الابتسامة الصادقة النابعة من القلب
ومضة : ليس لها من دون الله كاشفة
الخاتم الثاني : خير الأمور أوسطها
ولكل حال معقب ولربما أجلى لك المكروه عما يحمد
قال
مصطف محمود : أنا اشعر بالسعادة لأني رجل متوسط .. إيرادي متوسط ، وصحتي
متوسطة .. وعيشتي متوسطة .. وعندي القليل من كل شيء .. وهذا معناه أن عندي
الكثير من الدوافع .. والدوافع هي الحياة .. الدوافع في قلوبنا هي حرارة
حياتنا الحقيقية ،وهي الرصيد الذي يكون به تقييم سعادتنا ..
إني أدعو الله لقارئ هذه السطور أن يمنحه الله حياة متوسطة .. ويعطيه القليل من كل شيء .. وهي دعوة طيبة والله العظيم !.
وامي
لم تكن تفهم الفلسفة ، ولكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا
الكلام دون أن تقرأه ، وكانت تطلق عليه اسما بسيطا معبرا هو : الستر .
والستر : القليل من كل شيء والكثير من الروح .
إشراقة : البسمة الكاذبة صورة سافرة من صور النفاق
ومضة : وجعلت قرة عيني في الصلاة
الخاتم الثالث المشؤوم يجلب الهموم
رب أمر سر آخره بعدما ساءت أوائله
الصاحب
يؤثر على مزاج صاحبه وعلى أخلاقه ، فإذا كان الصاحب – من صديق أو شريك
حياة أو جليس أو ميل- هادئ الأعصاب ، طليق الوجه ،مرح النفس ، متفائلا
بالحياة ، فإنه ينقل هذه الصفات الطيبة إلى صاحبه .
وإن
كان مقطب الوجه ، مكفهر القسمات ، برما بالحياة ،دائم القلق ، دائب
التشاؤم ، فإنه ينشر جرائم القلق الأسود حول صاحبه ويعديه بها .
ولا
تقتصر الصحبة على البشر ، هناك الكتب والبرامج التلفزيونية والإذاعية ،
فإن فيها متفائلا ومتشائما ، وفيها ما هو قلق وما هو مطمئن ،والكتب بالذات
كالفصول فيها ربيع وخريف ، فإذا وفق الإنسان لاختيار الكتب المتفائلة
المبتهجة بالحياة الحاضة على الكفاح والنجاح والثقة ، فإنه يكون أسدى لنفسه
معروفا وفتح على حياته نوافذ مشرقة تهب منها نسائم النعيم والبهجة ، وإن
اختار تلك الكتب القلقة ، المشككة في القيم والبشر ، المتشائمة من الحياة
والناس ، فإنها قد تعديه كما يعدي الأجرب السليم ، وقد تنغص عليه حياته .
إشراقة : إن طريق السعادة أمامك .. فاطلبيها في العلم .. والعمل الصالح. والأخلاق الفاضلة .. وكوني في كل أمرك وسطا تكوني سعيدة.
ومضة : فانزل السكينة عليهم
الخاتم الرابع : إياك والضجر والسخط
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
يقول أحدهم :
حين
كنت في العشرين والثلاثين كنت أعدو واسخط وأتذمر رغم إنني استمتع ؛ لأنني
كنت اجهل سعادتي ، اجهل إنني أعيش السعادة فعلا .. والآن وأنا اجتاز التين
اعلم علم اليقين كم كنت سعيدا جدا وأنا في العشرين أو الثلاثين ، ولكنه علم
جاء بعد فوات الأوان ،مجرد ذكريات ،وذكريات حسرى ، لو أدركت ذلك وقتها
لعشت غبطة كبرى ، لما وجدت للتذمر والسخط مكانا في ربيع شبابي الزاهر ،
ولما حجب وردة سعادتي المتفتحة فلا أراها إلا الآن وأنا ذابل وهي ذابلة
،ولك يا قارئي العزيز أقول : إما أن تعيش سعادتك بغبطة وإحساس ، وتمتع
ناظريك وشمك وجميع حواسك بورودها المتفتحة أمامك ، أو تتناساها وتنظر ناحية
أخرى نحو ما ينقصك ، وتصبح فريسة للضجر والسخط ، وعندها انتظر حتى يصبح
هذا الحاضر ماضيا وسوف تبكيه بدمع العين ، وسوف ترى م كنت سعيدا فيه ،
ولكنك وقتها لم تكن تعرف ولم تكن تر ولم يبق بين يديك إلا فجيعة بقاياها
ذابلة !.
إشراقة : المرأة يمكن أن تحول البيت إلى جنة، كما يمكن أن تحوله إلى جحيم لا يطاق !
ومضة : رضي الله عنهم ورضوا عنه
الخاتم الخامس : أكثر المشكلات سببها توافه!
ألم تر أني كلما زرت دارها وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
إنه
من المؤسف أن كثيرا من التوافه تعصف برشد الألوف المؤلفة من الناس ، وتقوض
بيوتهم ،وتهدم صداقاتهم ، وتذرهم في هذه الدنيا حيارى محسورين . ويشرح (
ديل ارنيجي ) عواق الاندفاع مع وحي هذه التوافه ، فيقول : _ إن الصغائر في
الحياة الزوجية يسعها أن تسب عقول الأزواج والزوجات ، وتسبب نصف أوجاع
القلب التي يعانيها العالم ).
أو
ذاك على الأقل ما يؤكده الخبراء ، فقد صرح القاضي ( جوزيف ساباث ) من قضاة
شيكاغو بعد أن فصل في أكثر من أربعين ألف حالة طلاق بقوله : إنك لتجدن
التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج.
وقال
( فرانك هوجان ) الناب العام في نيويورك : إن نصف القضايا التي تعرض على
محاكم الجنايات تقوم على أسباب تافهة ، كجدال ينشأ بين أفراد أسرة ، أو من
إهانة عابرة ، أو كلمة جارحة ، أو إشارة نابية .
هذه الصغائر اليسيرة هي التي تؤدي إلى القتل والجريمة .
إن
الاقلين منا قساة بطبائعهم ، بيد أن توالي الضربات الموجهة إلى ذواتنا
وكبريائنا وكرامتنا هو الذي يسبب نصف ما يعانيه العالم من مشكلات.
إشراقة : إن اكبر نعمة تجب رعايتها هي الخير عندما تمتلئ به النفس وتسعد به الحال
ومضة : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
الخاتم السادس : فن حفظ اللسان
إن ألمت ملمة بي فإني في الملمات صخرة صماء
يروي
المؤرخون أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوما في عبد لله ابن الزبير عدو
بني أمية اللدود ، وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت
عبد الله جالسة ، فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ، فقال لها خالد : مالك لا
تتكلمين ؟ ! ، أرضى بما قلته ، أم تنزها عن جوابي ؟! فقالت : لا هذا ولا
ذاك ! ، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ، إنما نحن رياحين للشم
والضم ، فما لنا وللدخول بينكم ؟ فأعجبه قولها وقبلها بين عينيها .
وقد نه الرسول r
نهيا جازما عن نشر أسرار العلاقة ما بين الزوجين روى احمد بن حنبل عن
أسماء بنت يزيد: : أنها كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم والرجال
والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر
بما فعلت مع زوجها، فأرم القوم – صمتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا
رسول الله ، إنهن ليفعلن أو انهم ليفعلون ، فقال :(( لا تفعلوا : إنما ذلك
الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ).
وقد فسر بعض المفسرين قوله تعال : ) فَالصَّالِحَاتُ
قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ )(النساء: من الآية34) عل
أن المقصود بالحافظات : هن اللاتي يحفظن ما يجري بينهن وبين ازواجهن مما
يجب كتمه ويتحتم ستره من أسرار اللقاء الجنسي.
إشراقة : أحصى نعم الله عليك بدلا من أن تحصي متاعبك
ومضة : الحياة قصيرة فلا تقصريها بالهم
الخاتم السابع : حاربي القلق بالصلاة
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي أن عفوك اعظما
عرفت المسلمات الأوائل أن الصلاة صلة بين العبد وربه ، وانه افلح فيها الخاشعون : )قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1) )الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:2) ؛
فكن يقمن الليالي متبتلات خاشعات ،وعرفن أن من افضل الزاد إلى الآخرة ،
وما يعين على إيصال الدعوة إلى الناس هو الصلاة ، التي تهب صاحبها قوة
وعزيمة على مقابلة الصعاب وتخطي الشدائد ، وان قيام الليل من افضل القربات
إلى الله سبحانه وتعالى ؛ حيث يقول – جل وعلا – مخاطبا الداعية الأول صلى
الله عليه وسلم )وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الاسراء:79) ، ويمدح من قام الليل )كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذريات:17) .
وقد
روى انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، فإذا حبل
مشدود بين سارتين من سواري المسجد فقال : (ما هذا الحبل ) قالوا : هذا حبل لزينب إذا فترت تعلقت به ، قال النبي r
: (( حلوه ، ليصل أحدكم نشاطه ، فإذا فتر فليقعد ) ، إذا فلقد كانت النساء
المؤمنات يشددن على أنفسهن ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وقد أمرهن النبي صلى
الله عليه وسلم أن لا يكلفن أنفسهن طاقتهن ، فخير العبادة ما دام وإن قل ،
ونحن نعلم أن نساء العصر ملأن أوقاتهن ليلا ونهارا بأمور الدنيا ، فلا أقل
أن يركعن ركعتين في جوف الليل يغالبن فيها الشيطان ، فخير الأمور أوسطها ،
و (( هلك المتنطعون)) ؛ قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثا .
إشراقة : ثقي بالله إذا كنت صادقة ، وافرحي بالغد إذا كنت تائبة
ومضة : الصبر مفتاح الفرج
الخاتم الثامن : نصائح امرأة ناجحة
يا رب حمد ليس غيرك يحمد يا من له كل الخلائق تصمد
نصحت
أم معاصرة ابنتها بالنصيحة التالية وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها فقالت :
يا بنيتي .. أنت مقبلة على حياة جديدة .. حياة لا مكان فيها لأمك وأبيك
،أو لأحد من اخوتك .. فيها ستصبحين صاحبة لزوجك لا يريد أن يشاركه فيك أحد
حتى لو كان من لحمك ودمك .
كوني
له زوجة وكوني له أما ، اجعليه يشعر انك كل شيء في حياته وكل شيء في دنياه
، اذكري دائما أن الرجل – أي رجل – طفل كبير اقل كلمة حلوة تسعده ، لا
تجليه يشعر انه بزواجه منك قد حرمك من أهل وأسرتك ، إن هذا الشعور نفسه قد
شابه هو ، فهو أيضاً قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ، ولكن الفرق
بينه وبينك هو الفرق بين الرجل والمرأة ، المرأة تحن دائما إلى أسرتها والى
بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ،ولكن لابد لها أن تعود نفسها على
هذه الحياة الجديدة ، لابد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي اصبح لها
زوجا وراعيا وأبا لأطفالها .. هذه دنياك الجديدة.
يا
ابنتي ،هذا هو حاضرك ومستقبلك !، هذه هي أسرتك إلى شاركتما أنت وزوجك في
صنعها ، إنني لا اطلب منك أن تنسي أباك وأمك واخوتك ، لأنهم لن ينسوك أبدا
يا حبيبتي ،وكيف تنسى الأم فلذة كبدها؟! ولكنني اطلب منك أن تحبي زوجك
وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه .
إشراقة : خذي من آسية الصبر ، ومن خديجة الوفاء ، ومن عائشة الصدق ، ومن فاطمة الثبات
ومضة : لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان
الخاتم التاسع : من لم يأنس بالله فلن يأنس بشيء آخر
هي الأيام والغير و أمر الله ينتظر
الله U
انس المؤمن ، وسلوة الطائع ، وحبيب العاد ، من انس به انس بالحياة ، وسعد
بالوجود ، وتلذذ بالأيام، فقلبه مطمئن ، وفؤاده مستنير ، وصدره منشرح ،
نقشت محبة الله في قلبه ، وسكنت صفات الله في ضميره ،ومثلت أسماء الله أمام
عينيه ، فهو يحفظ أسماءه ، ويتأمل صفاته ، ويستحضر في قلبه الرحمن ،
الرحيم ، الحميد ، الحليم ، البر ، اللطيف ، المحسن ، الودود ، الكريم ،
العظيم ... ، فتثير أنسا بالباري ، وحبا للعظيم ، وقربا من العليم .
إن الشعور بقرب الله من عبده يوجب الأنس به ، والسرور بعنايته ، والفرح برعايته : )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان)(البقرة: من الآية186) .
إن
الأنس بالله لا يأتي بلا سبب ، ولا يحصل بلا تعب ، بل هو ثمرة للطاعة ،
ونتيجة للمحبة ، فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه وصدق في محبته ،
وجد للأنس طعما ، وللقرب لذة ، وللمناجاة سعادة .
إشراقة : الجمال جمال الأخلاق ، والحسن حسن الأدب ، والبهاء بهاء العقل.
ومضة : استوصوا بالنساء خيرا
الخاتم العاشر : ذات النطاقين تعيش حياتين
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ضربت
أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين مثلا حيا ونموذجا طيبا في الصبر على شظف
العيش والحرمان الشديد ، والحرص على طاعة الزوج ، والتحري في مرضاته؛ فقد
جاء في الحديث الصحيح قولها : ( تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه فكنت
أسوسه واعلفه ، وأدق لناضحه النوى ، واستقي ، واعجن ، وكنت انقل النوى من
ارض الزبير التي اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر ، فدعاني
الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أخ . أخ ، ليحملني خلفه ، فاستحيت
وذكرت الزبير وغيرته ، قالت : فمضى ، فلما أتيت ، اخبرت الزبير فقال :
والله لحملك النوى كان اشد على من ركوبك معه! ، قالت : حتى أرسل إلى أبو
بكر بعد بخادم ، فكفتني سياسة الفرس ، فكأنما اعتقني)).
وبعد
هذا الصبر كله ، كانت العاقبة أن انصبت عليها وعلى زوجها النعم ولكنها لم
تبطر بالغنى ، بل كانت سخية كريمة لا تدخر شيئا لغد ، وكانت إذا مرضت تنتظر
حتى تنشط فتعتق كل مملوك لها ، وتقول لبناتها ولأهلها : أنفقوا وتصدقوا
ولا تنتظروا الفضل .
إشراقة : الحياة جميلة عند المؤمنين ، والآخرة محبوبة عند المتقين ، فهم السعداء فحسب .
ومضة :لاتك في ضيق مما يمكرون
الفريدة الأول :من احب من حبيب؟
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
أحبيه أكثر من كل الناس ..!
هل
راجعت نفسك وسألتها كم تحبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل تعلمين
أن مصداق هذا الحب هو فعل كل ما يأمر به النبي الذي تحبينه وهجر كل ما
ينهاك عنه ؟، أعيدي النظر في عواطفك ووجهي عواطف الحب – أولا – إلى الله
سبحانه ، ثم إلى من أنقذنا الله به من الضلال ، وتذكري إذا أردت أن تكون
مكانتك في الجنة عالية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من احب )
، ولكن من أولى دلائل الحب ومظاهره فعل ما أمر به صلى الله عليه وسلم ،
فكيف لأحد أن يزعم انه يحبه وهو يعمل بغير ما أمر ولا يتبع سنته ولا يقتدي
بهديه ؟ !تناولي سيرته و أقرئي فيها ، وانظري كيف كانت أخلاقه العظيمة
وحديثه الطيب وسماحته الندية وخشيته لله وزهده في الدنيا ، وغيري من أخلاقك
لتكون مشابهة لأخلاقه r .
إشراقة : امرأتا نوح ولوط خانتا فهانتا ، وآسية ومريم آمنتا فأكرمتا
ومضة : فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
الفريدة الثانية : السعادة لا تتعلق بالغنى والفقر
تخوفني ظروف الدهر سلمى وكم من خائف ما لا يكون
قال
برناردشو : (( لا أستطيع القول بأنني ذقت الفقر حقا ، فقبل أن أستطيع كسب
شيء بقلمي كنت املك مكتبة عظيمة هي المكتبة العامة في المتحف البريطاني ،
وكان لدي اكمل معرض للوحات الفنية قرب ميدان ترافالجار ، وماذا كنت أستطيع
أن اعمل بالمال؟.. أدخن السيجارة ؟ إنني لا أدخن ، اشرب الشمبانيا ؟ إنني
لا اشرب ، اشتري ثلاثين بذلة من آخر طراز إذن لأسرع بدعوتي
للعشاء في قصورهم ، أولئك الذين اتحاشى رؤيتهم قدر ما أستطيع ، اشتري خيلا ؟
.. أنها خطرة .. سيارات ؟ أنها تضايقني ..، والآن ولدي من المال ما أستطيع
أن اشتري به هذه الأشياء كلها فإنني لا اشتري إلا ما كنت اشتريه أيام كنت
فقيرا ، وإن سعادتي هي في الأشياء التي كانت تسعدني وأنا فقير ، وإن سعادتي
هي في الأشياء التي كانت تسعدني وأنا فقير : كتاب اقرأه ، ولوحة أتمعن
فيها ، ، وفكرة اكتبها ، من ناحية أخرى فإن لدي خيالا خصبها ، لا اذكر إنني
احتجت شيئا أكثر من أن استلقي واغلق عيني لا تصور نفسي كما احب ، وافعل في
الخيال ما أريد ، وإذن ففيم كان ينفعني الترف التعيس الذي يزخر به شارع
بوند؟
إشراقة : اعجلي من بيتك جنة من السكينة ما ملعبا من الضجيج ، فإن الهدوء نعمة
ومضة : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
الفريدة الثالثة : أليس الله أولى بالشكر من غيره ؟
ولا هم إلا سوف يفتح قفله ولا حال إلا للفتى بعدها حال
شكر الله U
هو اجمل واسهل وصفة للسعادة ولراحة الأعصاب ، لأنك حين تشكرين ربك سبحانه
وتعالى تستحضرين أنعمه عليك فتحين بمقدار النعم التي ترفلين فيها ، وقد كان
أحد السلف الصالح يقول :
((
إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فاغمض عينيك )) ، فانظري إلى نعم الله
عليك من سمع وبصر وعقل ودين وذرية ورزق ومتاع حسن ، فإن بعض النساء تحتقر
ما عندها من النعم ، لكنها لو نظرت إلى ما سواها من الفقيرات والمسكينات
والبائسات والمريضات والمشردات والمنكوبات ، لحمدت الله U
على ما عندها من النعم ، ولو كانت في بيت شعر ، أو في كوخ من طين ، أو تحت
شجرة في الصحراء ، فاحمدي الله على هذه النعم ، وقارني بينك وبين اللواتي
أصبن في أجسامهن ، أو عقولهن ، أو أسماعهن ، أو أبنائهن ، وهن كثيرات في
العالم .
إشراقة : أبردي أكباد الثكالى بكلمة طيبة ، وامسحي دموع البائسين بصدقة متقبلة
ومضة : من المحال دوام الحال
الفريدة الرابعة : السعيدة تسعد من حولها
علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات !
يقول اوريزون سويت :
قد
كان من حسن حظ نابليون انه تزوج الإمبراطورة ( جوزفين ) قبل أن يتولى
القيادة العليل ويواجه تحديات الفتوح ، فإن أساليبها اللطيفة وشخصيتها
الحلوة ، كانت أقوى من إخلاص عشرات الرجال في إكسابه ولاء أشياعه ، كانت
تشيع السعادة من حولها ، وكانت لا تستعمل الأوامر بشكل مباشر أبدا حتى مع
الخدم ، وقد أوضحت هي بنفها ذلك إيضاحا جميلا في قولها لإحدى صديقاتها : لي
إلا موضع واحد استعمل فيه كلمة ( أريد ) وهو حين أقول : 0 أريد أن يكون كل
من حولي سعيدا ) ، فكأن الشاعر الإنجليزي قد عناها حين قال : ( إنها مرت
على الطريق في صباح سعيد بهيج فانتشر مجد الصباح على ذلك النهار بطوله ) ،
والواقع يا صديقي أن اللطف ينشر السعادة فينا وفيمن حولنا حتى الجماد ،
فاللطف جمال معنوي لي له حدود ، وهو للرجل بمثابة الجمال للمرأة ، أما
المرأة نفسها فإنه يجعل جمالها أضعافا مضاعفة .
إشراقة : هل هي سعيدة من عرضت جمالها على كلاب البشر ونثرت حسنها لذئاب الناس ؟
ومضة : تعرفي على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
الفريدة الخامسة : اطمئني فكل شيء بقضاء وقدر
فلا يديم سرورا ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزن
مما
يذكره ( ديل كارنيجي ) عوضا عن الإيمان بالقضاء والقدر ، أن الرجل يطلب من
المصاب أن يتبلد أمام الأنواء ، كما تتبلد قطعان الجاموس وجوع الأشجار ! ،
وهو معذور فيما يصف لأنه لم يقع على الدواء الذي بين أيدينا ، ولنسمع له
يقول : رفضت ذات مرة أن اقبل أمراً محتما واجهني ، وكنت أحمق ، فاعترضت
وثرت وغضبت وحولت ليالي إلى جحيم من الأرق ، وبعد عام من التعذيب النفساني
امتثلت لهذا الأمر الحتم الذي كنت اعلم من البداية انه لا سبيل إلى تغييره ،
وما كان اخلقني أن اردد مع الشاعر ( والت هويتمان ) قوله :
(( ما أجمل أن أواجه الظلام والأنواء والجوع )).
(( والمصائب والمآسي واللوم والتقريع )).
(( كما يواجهها الحيوان ، وتواجهها من الأشجار الجذوع )).
ولقد
أمضيت اثني عشر عاما من حياتي مع الماشية ، فلم أر بقرة تبتئس لأن المرعى
يحترق ، أو لأنه جف لقلة الأمطار ، أو لأن صديقها الثور راح يغازل بقرة
أخرى ، إن الحيوان يواجه الظلام والعواصف والمجاعات هادئا ساكنا ، ولهذا قل
ما يصاب بانهيار عصبي أو قرحة في المعدة .
إشراقة : تذكري النجاحات والمفرحات ، واني المزعجات والمصيبات
ومضة : وكفى بالله وكيلا
الفريدة السادسة : أم عمارة تتكلم !
عالم أن كل خير وشر لهما حد مدة وانقضاء
تروي نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) عن يوم أحد ، فتقول : خرجت أول النهار انظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله r
، وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب بالسيف ، وارمي
عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلى ، ولما ولى الناس عن رسول الله r
أقبل ابن قميئة يقول : دلوني على محمد لا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا
ومصعب بن عمير فضربني هذه الضربة على عاتقي ، وقد ضربته على ذلك ضربات ،
ولكن عدو الله كانت عليه درعان .
هذه أم عمارة التي قول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأراها تقاتل دوني .
إشراقة : احذري الصخب فإنه تعب ونصب ، وابتعدي عن السباب فإنه عذاب
ومضة : تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل عن الأخطاء
الفريدة السابعة : الإحسان للإنسان يذهب الأحزان
فهبك ملكت أهل الأرض وطرا ودان لك العباد فكان ماذا ؟
أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم في كرم المرأة وفيرة ؛ إن بالحض على الجود
والإنفاق ، وإن بالمدح والثناء ، وإن بالإيثار على النفس وسعادتها بضيافتها
الأصدقاء والأحباب ، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا
شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بقي منها ؟ ) قالت : ما بقي منها
إلا كتفها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( بقي كلها غير كتفها )).
فهو
عليه الصلاة والسلام يوضح لآل بيته أن ما تصدقوا به بقي اجره إلى يوم
القيامة ، وان ما بقي في الدنيا فأكلوه لم يستفيدوا من اجره في الآخرة ،
وهذه لفتة كريمة إلى الحض على الصدقة ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى .
وهذه
السيدة أسماء أخت عائشة رضي الله عنهما ينصحها النبي صلى الله عليه وسلم
بالتصدق كي يزيدها الله من فضله فتقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( لا توكي فيوكى عليك )) ، وفي رواية :(( انفقي أو انفحي ، أو
انضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ، ولا توعي فيوعي الله عليك )).
إشراقة : ما دام الليل ينجلي فإن الألم يزول ، والأزمة سوف تمر ، والشدة تذهب
ومضة : النعمة عروس مهرها الشكر
الفريدة الثامنة : حولي خسائرك إلى أرباح
أرواحنا يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا
نصح فقال :
لا تيأسي إذا تعثرت اقدامك وسقطت في حفرة واسعة ، فسوف تخرجين منها وأنت أكثر تماسكا وقوة ؛ والله مع الصابرين .
لا تحزني إذا جاءك سهم قاتل من اقرب الناس إلى قلبك ، فسوف تجدين من ينع السهم ويداوي الجرح ويعيد لك الحياة والبسمة .
لا
تقفي كثيرا على الأطلال ، خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها ، والأشباح
عرفت طريقها ، وابحثي عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد .
لا
تنظري إلى الأوراق التي تغير لونها ، وبهتت حروفها ، وتاهت سطورها بين
الألم والوحشة ، سوف تكتشفين أن هذه السطور ليست اجمل ما كتبت وان هذه
الأوراق ليست آخر ما سطرت ، ويجب أن تفرقي بين من وضع سطورك في عينيه ومن
ألقى بها للرياح ، لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر ، ولأنها مشاعر
قلب عاشها حرفا حرفاً ، ونبض إنسان حملها حلما ، واكتوى بنارها ألما ، لا
تكوني مثل مالك الحزين ، هذا الطائر العجيب الذي يغني اجمل ألحانه وهو ينزف
، فلا شيء في الدنيا يستحق من دمك نقطة واحدة .
إشراقة : من يزرع الريح يحصد العاصفة ،
ومضة : كأنهن بيض مكنون
الفريدة التاسعة : الوفاء غال فأين الأوفياء ؟
وإنما المرء حديث بعده فكن حديث حسنا لمن وعى
من اعظم العارفين بالله ، والمستسلمين لقضائه ، والراضين بحكمه ، نبي الله أيوب – عليه السلام - فقد
ابتلي بضر في جسده وماله وولده ، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليما سوى
قلبه ، ولم يبق له من حال الدنيا شي يستعين به على مرضه وما هو فيه ، غير
أن زوجته حفظت وده لإيمانها بالله ورسوله ، فكانت تخدم الناس بالأجرة
وتطعمه وتخدمه نحوا من ثماني عشرة سنة ، لا تفارقه صباحا ولا مساء إلا بسبب
خدمة الناس ، ثم تعود إليه ، فلما طال المطال واشتد الحال ، وتم الأجل
المقدر ، تضرع إلى رب العالمين ، وإله المرسلين ، وأرحم الراحمين ، وناداه :
) أَنِّي
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(الانبياء: من
الآية83) ، فعند ذلك استجاب له ، وقبل دعوته ، ولبى نداءه ، فأمره أن يقوم
من مقامه ، وأن يضرب الأرض برجله ، ففعل ذل ، فأنبع الله عينا ، وأمره أ،
يغتسل منها ، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى ، ثم أمره فضرب الأرض في
مكان آخر فأنبع له عينا أخرى وأمره أن يشرب منها ، فأذهبت ما كان في باطنه
من السوء ، وتكاملت العافية ظاهرا وباطنا ، وذلك كله ثمرة الصبر ، ونتيجة
الاحتساب ، وفائدة الرضى .
إشراقة : قد يندم الإنسان على الكلام ، ولكنه لا يندم أبدا على السكوت!
ومضة : المرأة مصدر السرور ومنبع البهجة
الفريدة العاشرة : الجدية .. الجدية
اغنمي بسمة الصباح وقولي مرحبا إننا لرؤياك عطشى
عليك
بالجدية في أمورك ، من تربية أبناء ، ومتابعة عمل نافع مفيد ، وقراءة
راشدة ،وتلاوة خاشعة ، وصلاة مخبتة ، ، وذكر حاضر ، وصدقة ، وترتيب بيت ،
وتنظيم مكتبة ، لتكوني – بذلك – في جد ينهي عليك أوقات الهموم والغموم.
وانظري
إلى بعض الكافرات فضلا عن المؤمنات ، كيف تميزن بالجدية في حياتهن مع
كفرهن وانحرافهن ، فهذه رئيسة وزراء إسرائيل السباقة الهالكة ( غولدا مائير
) ، لها مذكرات وصفت فيها جديتها وتنظيمها للجيش وموقفها في الحروب مع
العرب ، حتى إنه لم يفعل فعلها أحد من الرجال من بني جنسها إلا القليل ،
وهي كافرة عدوة لله .
إشراقة : السعادة ليست ضربا من السحر ، ولو كانت كذلك لما كانت ذات قيمة .
ومضة : إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
المرجانة الأولى : قفي وقفة شجاعة مع النفس
الجوع يدفع بالرغيف اليابس فعلام أكثر حسرتي ووساوسي
سلي نفسك هذه الأسئلة وأجيبي جواب العاقلة المتزنة :
هل تعلمين انك ستسافرين سفرا بلا رجعة ؟ .. فهل أعددت العدة لهذا السف ؟
هل تزودت من هذه الدنيا الفاتنة بالأعمال الصالحة لتؤنس وحشتك في القبر ؟
كم عمرك ؟ وكم ستعيشين ؟ ألا تعلمين أن لك بداية نهاية وأن النهاية جنة أو نار؟
هل تخيلت عندما تنزل الملائكة من السماء لقبض روحك وأنت غافلة لاهية ؟
هل
تخيلت ذلك اليوم والساعة الأخيرة في حياتك ، ساعة فراق الأهل والأولاد ،
فراق الأحباب والأصحاب ؟ إنه الموت بسكراته وشدة نزعه وكرباته ، إنه الموت
.. إنه الموت ..!!
وبعد
فراق روح من جسدك يذهب بك إلى مغسلة الأموات فتغسلين وتكفنين ، ويذهب بك
إلى المسجد ليصلى عليك ، وبعد ذلك تحملين على أكتاف الرجال .. إلى أين ؟
إلى القبر ، إلى أول منازل الآخرة ، إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ؟
إشراقة : اعتبري إخفاقك درساً.
ومضة : وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
المرجانة الثانية : احذري!
لا يملأ الأمر صدري قبل موقعه ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا
احذري
التشبه بالكافرات والفاجرات ، أو الرجال ، ففي الحديث : (( لعن الله
المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال )).
واحذري
كل ما يغضب الرب سبحانه وتعالى ، مما رد النهي عنه في الأحاديث الشريف :
مثل الترجل ، أو الخلو بالرجل الأجنبي ، أو السفر مع غير ذي محرم ، أو أن
تسقط المرأة حياءها ، وتخلع جلبابها ، وتنسى ربها ، فهذه كلها من الأفعال
المشينة التي تورث القلب انعقادا ، والصدر ضيقا وظلمة في الدنيا والآخرة ،
وهذا مما اشتهر واصبح شائعا بين المسلمات ، إلا من رحم الله عز وجل .
إشراقة : لكي تكوني جميلة يجب أن تفري تفكيرا جميلا
ومضة : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في امرنا
المرجانة الثالثة : شكر المحسن واجب
اكذب النفس إذا حدثتها إن صدق النفس يزري بالأمل
كانت
( الخيزرانن )) جارية اشتراها الخليفة المهدي من النخاس ، واعتقها وتزوجها
وأنفذ أمرها وعقد لوالديها بولاية العهد ، فكانت إذا غضبت تقول له في وجهه
: (( ما رأيت منك خيرا قط ))!
وكانت
(( البرمكية )) جارية مثلها ، تباع وتشترى ، فاشتراها المعتمد ابن عباد
ملك المغرب فاعتقها وجعلها ملكة ،وحين رأت الجواري يلعبن في الطين حنت
لماضيها ، فاشتهت أن تلعب في الطين مثلهن فأمرر أن يوضع لها طيب لا يحص على
شكل طين ، فخاضت فيه ولعبت فكانت إذا غضبت منه قالت له : (( إني لم أر منك
خيرا قط )) ، فيبتسم ويقول لها : ولا يوم الطين ؟! فتخجل !..
فطبيعة
النساء – إلا ما قل – هي نسيان ما عملت لهن عند أي سهو أو تقصير ، وقد ورد
في الحديث الشريف : (( يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ،
فلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تسرعن اللعن وتكثرن الطعن ، وتكفرن العشير
)).
وقال
صلى الله عليه وسلم : (( أريت النار فإذا أكثر أهلها من النساء ، لأنهن
يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا
قال : ما رأيت منك خيرا قط )) ، فإذا عرف الإنسان طبيعة المرأة فإنه لا
يغضب ولا يقلق ولا تتوتر أعصابه إذا تنكرت له أحيانا وزعمت أنها لم تر منه
أي خير مع انه قد فعل لها الكثير .
إشراقة : المرأة الناجحة يدعى لها ، ويثني عليها زوجها ، وتحبها جاراتها ، وتحترمها صديقاتها.
ومضة : إن رحمتي وسعت غضبي
المرجانة الرابعة : الروح أولى بالعناية من الجسد
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتبسما
أمر
عمر بن عبد العزيز وهو في خلافته رجلا أن يشتري له كساء بثمانية دراهم ،
فاشتراه له واتاه به ، فوضع عمر يده عليه وقال : ما ألينه وأحسنه ، فتبسم
الرجل الذي أحضره ، فسأله عمر ؟ فقال : لأنك يا أمير المؤمنين أمرتني قبل
أن تصل إليك الخلافة أن اشتري لك مطرف خز فشريته لك بألف درهم ، فوضعت يدك
عليه فقلت : ما أخشنه !، وأنت اليوم تستلين كساء بثمانية دراهم؟
فقال
عمر : ما احسب رجلا يبتاع كساء بألف درهم يخاف الله ، ثم قال : يا هذا ،
إن لي نفسا تواقة للمعالي ، فكلما حصلت على مكانة طلبت أعلى منها ، حصلت
على الأمارة فتقت إلى الخلافة ، وحصلت على الخلافة فتاقت نفسي إلى ما هو
اكبر من ذلك ، وهي الجنة .
إشراقة : إن مقاضاة الناس لا تقع على عاتقنا ، من واجبنا ألا تفكر بعقاب الآخرين .
ومضة : احفظي الله يحفظك
المرجانة الخامسة : اشتغلي بالحاضر من الماضي والمستقبل
سينقشع الظلام فلا تخافي ويأتي الفجر في حلل بهية
ما
قيمة لطم الخدود ، وشق الجيوب على حظ فات أو غرم ناب ؟ ما قيمة أن ينجذب
المرء بأفكاره ومشاعره إلى حدث طواه الزمن ليزيد ألمه حرقة وقلبه لذعا ؟ !
لو
أن أيدينا يمكنها أن تمتد الى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة ، فتغير منها
ما تكره ، وتحورها عل ما تحب ؛ لكانت العودة إلى الماضي واجبة ، ولهرعنا
جميعا إليه ، نمحو ما ندمنا على فعله ، ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه ، إما
وذلك مستحيل ، فخير لنا أن نرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال ، ففيها
وحدها العوض .
وهذا ما نبه إليه القران الكريم بعد ( أحد ) ؛ قال للباكين على القتلى ، النادمين على الخروج للميدان : ) قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)(آل عمران: من الآية154).
إشراقة : كوني واثقة أن السعادة تشبه الوردة المغروسة التي لم تظهر بعد ، ولكن ظهرها أكيد.
ومضة : ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا
المرجانة السادسة المصائب كنوز الرغائب
انظري للروض بساما غدا ينشد الطير به ما يطرب
عن
أم العلاء رضي الله عنها قال : (( عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا مريضة فقال : ابشري يا أم العلاء ، فإن مرض المسلم يذهب الله به
خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة )).
ولي
معن ذلك أن نربي جراثيم الأمراض في أجسامنا ونترك التداوي بحجة أن المرض
يحط الخطايا والذنوب ، وإنما على العبد أن يطلب الشفاء ويتلمس الدواء ، مع
الصبر على الأمراض واحتساب الآلام عند الله U ، والنظر إليها على أنها رصيد من الحسنات تدخر في صحيفته ، وهو ما تعلمه لنا تلك المرأة الصالحة .
وعلى المرأة أن تصبر على فقدان الأحبة من زوج وولد ،وفي الحديث (( إن الله لا يرضى لعبده المؤمن ، إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب ، بثواب دون الجنة )).
وإذا
كانت المرأة قد فقدت زوجها، فإن الله عز وجل قد استرد عبده ، وهو أول به ،
فإذا قالت المرأة : زوجي أو ولدي ! ، قال الخالق الموجد : عبدي ، وأنا أول
به و أحق قبل غيري ، فالزوج عارية ،والولد عارية ، والأخ عارية ، والأب
عارية ، والزوجة عارية .
وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوما أن ترد الودائع
إشراقة : اهربي من اشتم كما تهربين من الطاعون !
ومضة : الراحمون يرحمهم الرحمن
المرجانة السابعة : ارحمي من في الأرض يرحمك من في السماء
أما علمت بان العسر يتبعه يسر كما الصبر مقرون به الفرج ؟
تظهر
رحمة الأم في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة جلية ،فهي مثال
العطف والحنان ، ونبع الشفقة والرأفة ، خلقها الله سبحانه وتعالى ينبوعا
يفيض على أبنائها بالحب ، ويؤثرهم بالرفد والعطاء ، فقد جعلها النبي صلى
الله عليه وسلم صورة حية ، ينفذ منها إلى توضيح رحمة الله سبحانه وتعالى
بعباده ، فقد روى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم : بسبي ، فإذا امرأة من السبي تسعى ، إذ وجدت
صبيا في السبي ، فألزقته ببطنها ، فأرضعته ، فقال رسول الله صك (( أترون
هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ )) ، قلنا : لا والله ن فقال : (( الله
ارحم بعباده من هذه بولدها )).
فهذه
امرأة وقعت في ذلك الأسر ، حزينة كاسفة البال ، كانت سيدة في أهلها
وعشريتها ، حرة في كنف رجال قبيلتها ، مطاعة في بيت زوجها ، فجعلها الأسر
أمة مملوكة وجارية مأمورة ، حالة نفسية صعبة يذهل الإنسان بها عما حوله ،
ويعتصر الألم قلبه ، ولكن هذا كله لم يلهها عن ابنها وفلذة كبدها ، فقد
بحثت عنه جاهدة حتى رأته ، فاحتضنته راغبة ، وألقمته ثديها حانية، وضمته
إلى صدرها بين ذراعيها مشفقة ، امرأة كهذه لا تسلم ابنها إلى مكروه مهما
صغر ، وتدفع عنه الأذى مهما حقر ، وتفديه بنفسها من كل ضر .
إشراقة : الألسنة الرديئة تجني على أصحابها أكثر مما تجني على الآخرين من ضحاياها .
ومضة : الشكر عصمة من النقمة
المرجانة الثامنة : الدنيا الجميلة لا يراها إلا المتفائلون
صلي عليك الله يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأيام
إذا
اغلق الشتاء أبواب بيتك ، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان ، فانتظري قدوم
الربيع وافتحي نوافذك لنسمات الهواء النقي ، وانظري بعيدا فسوف ترين أسراب
الطيور وقد عادت تغني ، وسوف ترين الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان
الشجر لتصنع لك عمرا جديدا ، وحلما جديدا ، وقلبا جديدا .
لا تسافري إلى الصحراء بحثا عن الأشجار الجميلة فلن تجدي في الصحراء غير الوحشة ، وانظري إلى مئات الأشجار التي تحتويك بظلها ، وتسعدك بثمارها ، وتشجيك بأغانيها
لا
تحاولي أن تعيدي حساب الأمس ، وما خسرت فيه ، فالعمر حينما تسقط أوراقه لن
تعود مرة أخرى ، ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى ، فانظري إلى
الأوراق التي تغطي وجه السماء ودعيك مما سقط على الأرض ، فقد صار جزءا منها
.
إذا
كان الأمس ضاع ، فبين يديك اليوم ، إذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل
فلديك الغد ، لا تحزني على الأمس فهو لن يعود ، ولا تأسفي على اليوم ، فهو
راحل ، واحلمي بشمس مضيئة في غد جميل .
إشراقة : لا يمكن تخيل مد الأمراض التي يحدثها تبادل الكلمات الجارحة !
ومضة : النساء شقائق الرجال
المرجانة التاسعة : تعرفي على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
أيها اليائس مت قبل الممات أو إذا شئت حياة فالجرا
عندما
أحس يونس بالضيق في بطن الحوت ، في تل الظلمات الهائلة ، ظلمة البحر ،
وظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وضاق صدره ، واعتلج همه ، وعظم كربه ، فزع
إلى الله تعالى ، إلى غياث الملهوف ، وملجأ المكروب ، وواسع الرحمة ،
وقابل التوبة ،وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان ) فَنَادَى
فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: من الآية87) ، وتأتي الاستجابة السريعة ،
حيث قال تعالى : )فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88) .
فأوحى
الله إلى الحوت ، أن يلقي يونس بالعراء ، فخرج على الشاطئ سقيما هزيلا
مدنفا عليلا ، فتلقته عناية الله ، وحفت به رحمته ، فأنبت الله عليه شجرة
من يقطين – وهو نبات لا ساق له وله ورق عريض – ودبت إليه العافية ، وظهرت
فيه تباشير الحياة، وكذا من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في الشدة .
إشراقة : لا يمكن أن تصبحي جديرة بقيادة نفسك إلا إذا أصبحت جديرة بقيادة حياتك .
ومضة : مسكين رجل بلا امرأة
المرجانة العاشرة : صاحبة أغلى مهر في العالم
كوني أرق من النسيم إذا جرى وأعز في الدنيا من الجوزاء
تقدم
أبو طلحة للزواج من أم سليم بنت ملحان ، وعرض عليها مهرا غاليا ، إلا أن
المفاجأة أذهلته وعقلت لسانه ، عندما رفضت أم سليم كل ذلك بعزة وكبرياء وهي
تقول : إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا ، أما علم يا أبا طلحة أن آلهتكم
ينحتها عبد آل فلان ، وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت !
فأحس
أبو طلحة بضيق شديد فانصرف وهو لا يكاد يصدق ما يرى ويسمع ، ولكن حبه
الصادق جعله يعود في اليوم التالي يمنيها بمهر أكر وعيشة رغيدة عساها تلين
وتقبل ، فقالت بأدب جم :( ما مثلك يرد يا أبا طلحة ، ولكنك امرؤ كافر ،
وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك فقال : ما ذاك دهرك : قالت : وما
دهري ؟ قال : الصفراء والبيضاء . قالت : فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء ،
أريد منك الإسلام ، قال : فمن لي بذلك قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فانطلق يريد النبي وهو جالس في أصحابه ، فلما رآه قال : ( جاءكم أبو طلحة
غرة الإسلام في عينيه ) ، فجاء فأخبر النبي بما قالت أم سليم فتزوجها على
ذلك .
إن
هذه المرأة مثل عال لكل من تنشد المجد وتسعى للفضيلة ، فانظري كيف سطرت
بحسن سيرتها آيات من النبل والإيمان ، وانظري مقدار ثوابها عند الواحد
الديان ، كيف تركت ثناء جميلا عاطرا ، وكسبت أجرا كبيرا مباركا فيه ؛ ذلك
لأنها كانت صادقة مع ربها ، صادقة مع نفسها ، صادقة مع الناس ، وهذا يوم
ينفع الصادقين صدقهم ، فطوب لها الجنة ، وهنيئا لها الخلد ، وقرة عين لها
الفوز.
إشراقة عليك أن تبتسمي إذا أردت أن يبتسم لك الآخرون.
ومضة : واصبر على ما أصابك
الألماسة الأولى : مفاتيح الظفر
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا قبحا لها من دار
مفتاح العز : طاعة الله ورسوله
مفتاح الرزق : السعي مع الاستغفار والتقوى.
مفتاح الجنة : التوحيد.
مفتاح الإيمان : التفكر في آيات الله ومخلوقاته .
مفتاح البر : الصدق .
مفتاح حياة القلب : تدبر القرآن ، والتضرع في الأسحار ، وترك الذنوب .
مفتاح العلم : حسن السؤال وحسن الإصغاء .
مفتاح النصر والظفر : الصبر .
مفتاح الفلاح : التقوى .
مفتاح المزيد : الشكر .
مفتاح الرغبة في الآخرة : الزهد في الدنيا .
مفتاح الإجابة : الدعاء .
إشراقة : ابتسامة المرء شعاع من أشعة الشمس .
ومضة : ربنا هب لنا من لدنك رحمة .
الألماسة الثانية : بعد المعاناة لذة انتصار .
تسل عن الهموم فلي شيء يقيم ، وما همومك بالمقيمة
في
خطاب زوجة لامها بعد شهر العسل كتبت تقول : أمي .ز عدت اليوم إلى بيتي إلى
عشنا الصغير الذي أعده زوجي ، بعد أن أمضينا شهر العسل .. كنت أتمنى أن
تكوني قريبة مني يا أمي .. لأحكي لك كل شيء عن تجربتي في حياتي الجديدة مع
زوجي ، إنه رجل طيب وهو يحبني ، وأنا أيضاً احبه ، إنني افعل كل ما في وسعي
لإرضائه .. تأكدي يا أمي أنني أحفظ كل نصائحك واعمل بكل ما أوصيتني به ،
ما زلت أذكر كل كلمة .. كل حرف قلبه لي وهمست به في أذني وأنت تحتضنينني
وتضمينني إلى صدرك الحنون ليلة زفافي .
إنني
أرى الحياة من خلال نظرتك أنت إليها .. انك مثلي الأعلى .. ولا هدف لي سوى
أن اصنع ما صنعته أنت بأبي الطيب وبنا نحن أبناؤك ، لقد أعطيتنا كل حبك
وحنانك .. علمتنا معنى الحياة وكيف نعيشها .. وصنعت بيدك بذور الحب في
قلوبنا .
إنني
اسمع المفتاح يدور في قفل الباب لابد انه زوجي ، انه يريد أن يقرا رسالتي
لك ، يريد أن يعرف ماذا اكتب لأمي ؟ يريد أن يشاركني هذه اللحظات السعيدة
التي اقضيها معك بروحي وفكري .. انه يطلب مني أن اترك له القلم وأفسح له
مكانا يكتب لك ، أقبلك يا أمي وأقبل أبي واخوتي وإلى اللقاء .
إشراقة : البسمة لا تكلف شيئا ، ولكنها تعطي كثيراً.
ومضة : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
الألماسة الثالثة : القلق يعذب الذهن والجسم
قال : الحياة كئيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السما!
من
أسوأ مميزات القلق انه يبدد القدرة على التركي الذهني ، فعندما نقلق تتشتت
أذهاننا ، ولكن عندما نقسر أنفسنا على مواجهة أسوأ الاحتمالات ، فإننا
بذلك نضع انفنا في موقف يعنا فيه أن نركز أذهاننا في صميم المشكلة .
ليس في استطاعتنا أن نتحمس لعمل مثير ، ونحس بالقلق في الوقت نفسه ، فإن واحدا من هذين الاحساسين يطرد الآخر .
إذا
أحسست بأنه سيعتورك القلق على الحاضر ، فعودي بذاكرتك إلى أسوأ حالة من
حالات القلق تعرضت لها في الماضي ، وبذلك تطوق العقل قبضتان مختلفتان بدلا
من قبضة واحدة ، وستتغلب القبضة الأقوى وقعت في الماضي على قبضة الحاضر
الأقل شدة وقوة ، وسيقول المرء إذ ذاك : ما من شيء يمكن أن يكون أسوأ من
أزمة الماضي ومع ذلك فقد اجتزتها بنجاح ، فإذا كنت قد تخطيت تلك الأزمة
ومررت منها بسلام ، فما اقل موقف اليوم في مشقته وخطره .
إن
القلق يكون أقرب إلى الاستحواذ عليك لا في أوقات عملك ، وإنما في وقت
فراغك من العمل ، فالخيال إذ ذاك يجمح ويقلب كل صنوف الاحتمالات ، وعلاج
ذلك هو أن تنشغلي بعمل جاد .
إشراقة :تكاد الأشياء التافهة تدفع أكثر الناس حكمة إلى حافة الجنون !
ومضة : الحياة دقائق وثواني
الألماسة الرابعة : عملك المحبوب سر سعادتك
صبرا على شدة الأيام إن لها عقبى ، وما الصبر إلا عند ذي حسب
إن
العبقري في أي مجال ينجذب انجذابا لا طاقة له على مقاومته إلى المجال الذي
خلقه الله له واستودع فيه الإبداع من خلاله ، ولئن شكا من سوء حظه في
مجاله هذا ، فإن ذلك العمل هو الشيء الوحيد الذي يمارسه بلذة وسرور ، ومهما
كانت المصاعب التي يلاقيها – عبره – جمة ، ومهما كانت آماله بالكسب
والنجاح – من خلاله – ضئيلة ، ومهما التفت إلى ورائه متنهدا وتمنى لو انصرف
عنها إلى مهنة أخرى تكون أوفر جدوى واكثر دخلا ، ومهما اشتكى من فقره الذي
جلبته عليه مهنته ، فإنها مقابل هذا كله تمنحه السعادة وتخرج منه خير ما
فيه .
إشراقة : سعادة الرجل في (( كلمة )) تخرج من بين شفتي امرأة .
ومضة : وإذا مرضت فهو يشفين
الالماسة الخامسة : القوة في القلب لا في الجسم
لكل من الأيام عندي عادة فإن ساءني صبر ، وإن سرني شكر
هذه
امرأة نصرانية لم تكن تعلم من شئون الحياة إلا الفقر والجوع والمرض ، فقد
مات زوجها بعد وقت قصير من قرانهما ، وهجرها زوجها الثاني هاربا مع امرأة
أخرى ، ثم وجد بعد ميتا في منزل حقير ، وكان لها ولد واحد .. لكنها ألفت
نفسها مدفوعة بالفاقة والمرض إلى التخلي عنه حين بلغ الرابعة من عمره .
وقد
وقعت نقطة التحول في حياتها بينما كانت تجوب طرقات البلدة ذات يوم إذ زلت
قدمها فسقطت على الأرض المكسوة ، ثم ذهبت في إغماء طويل ، وأصيبت من جراء
سقطتها هذه بإصابة بالغة في عمودها الفقري ، وتوقع لها الأطباء إما الموت
العاجل ، وإما الشلل التام طول حياتها ..
وبينما
المرأة راقدة في فراش المرض فتحت الكتاب المقدس ، وألهمتها العناية
الإلهية – كما عبرت هي – أن تقرأ هذه الكلمات من إنجيل متى : (( وإذا مفلوج
يقدمونه إليه – تعني عيسى عليه السلام – مطروحا على فراش ، حينئذ قال
للمفلوج : قم ، احمل فراشك واذهب إلى بيتك ، فنهض وغادر المكان )) .
أمدتها
هذه الكلمات بقوة إيمان وفورة داخلية ، حتى إنها نهضت من الفرش وتمشت في
الغرفة !!، ومهدت هذه التجربة الطريق للسيدة المشلولة كي تعالج نفسها وتسوق
العافية للآخرين .
قال
ديل ( كارنيجي ) (( تلك هي التجربة التي مكنت ( ماري بيكر إيدي ) من أن
تصبح مبشرة بدين جديد ، لعله الدين الوحيد الذي بشرت به امرأة !)).
وأنت أيتها المسلمة ماذا فعلت ؟
إشراقة : امنع الحصون المرأة الصالحة .
ومضة : القناعة كنز لا يفنى .
الالماسة السادسة : المرأة العظيمة تجعل من جحيم المصائب جنة
وعاقبة الصبر الجميل جميلة وأفضل أخلاق الرجال التفضل
ضربت
لنا الصحابية الجليلة أم سليم امرأة أبي طلحة – رضي الله عنهما – مثلا
رائعا في الصبر على فقدان الولد ، فعوضها الله سبحانه وتعالى خيرا.
عن
انس رضي الله عنه قال : كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي ، فخرج أبو
طلحة ، فقبض الصبي ، فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟ ، قالت أم سليم
وهي أم الصبي : هو اسكن ما كان ! .. فقربت إليه العشاء فتعشى ، ثم أصاب
منها ، فلما فرغ قال : واروا الصبي ، فلما اصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاخبره ، فقال : (( أعرستم الليلة ؟ قال : نعم ، قال :
اللهم بارك لهما ، فولدت غلاما ، فقال لي أبو طلحة : احمله حتى تأتي به
النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث معه بتمرات ، فقال صلى الله عليه وسلم
أمعه شيء ؟ قال : نعم ، تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ،
ثم أخذها من فيه فجعلها في فيء الصبي ، ثم حنكه وسماه عبد الله )).
إشراقة : لا شيء يرفع قدر المرأة كالعفة .
ومضة : بشر الليل بفجر صادق
الالماسة السابعة : اصبري لتظفري
فصبرا على حلو الزمان ومره فإن اعتياد الصبر ادعى إلى الرشد
ورد عن أم الربيع بنت البراء ، وهي أم حارثة بن سراقة الذي قتل في بدر أنها أتت إلى الرسول r
ترجو أن تسمع منه عن ابنها الشهيد ما يثلج صدرها فقالت : يا رسول الله ألا
تحدثني عن حارثة ؟، فإن كان في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه
في البكاء ، فقال : (( يا أم حارثة ، إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب
الفردوس الأعلى )).
إن
فقدان الولد أمر عظيم يمزق القلب ، ويقطع الأحشاء ، ويفتت الكبد ، وهذه
المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم إن كان في الجنة فسوف تلقاه إن شاء
الله ، وصبرها على فراقه رفع لدرجتها ودرجته في الجنة ، وإن لم يكن كذلك
لتبكينه بحرقة من يفقد العزيز إلى الأبد ، وهذا ما تستطيعه ، وجل ما تقدر
عليه ، إنها الأم الثكلى ، والراحمة العطوف ، والصابرة المحتسبة .
إشراقة : إذا أنت المرأة الجميلة جوهرة .. فالمرأة الفاضلة كنز.
ومضة : المرأة شمس لن لا تغيب
الالماسة الثامنة : ليس لنا في الأزمات إلا الله وحده
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
إذا
حل الهم ، وخيم الغم ، واشتد الكرب ، وعظم الخطب ، وضاقت السبل ، وبارت
الحيل ، نادى المنادي : يا الله .. يا الله : (( لا إله إلا الله العظيم
الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات
ورب الأرض ورب العرش الكريم ))، فيفرج الهم ، وينفس الكرب ، ويذلل الصعب : )فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88) )وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53)
إذا
اشتد المرض بالمريض ، وضعف سمه ، وشحب لونه ، وقلت حيلته ، وضعفت وسيلته ،
وعجز الطبيب ، وحار المداوي ، وجزعت النفس ، ورجفت اليد ، ووجف القلب ،
انطرح المريض ، واتجه العليل إلى العلي الجليل ، ونادى : يا الله .. يا
الله ، فزال الداء ، ودب الشفاء ، وسمع الدعاء : )وَأَيُّوبَ
إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ) (الانبياء:83)(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ
مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الانبياء:84) .
إشراقة : خير ما يقتني الرجل زوجة وفية.
ومضة : رفقا بالقوارير
الالماسة التاسعة : أمن يجيب المضطر إذا دعاه
لا يضيق ذرعك عند الأزمات إن هي اشتدت فأمل فرجا
من
كرم الباري – جل وعلا – أنه لا يخيب من رجاه ، ولا يضيع من دعاه ، وبقدر
حاجة الإنسان إليه وانطراحه بين يديه ولجوئه إليه ، بقد ما تكون الإجابة
ويأتي الفرج ، ويستجاب الدعاء ، بل إن من كرمه انه يجيب دعوات أنا غير
مسلمين في حالة اضطرارهم إليه ، وانطراحهم بين يديه ، وثقتهم في لطفه ،
وطمعهم في كرمه ، فهو يجيب نداءهم ، ويكشف ضرهم كرما منه ، وتحبيبا لهم ،
لعلهم يؤمنون ، ولكن كثيرا من الناس يتناسون الفضل ، ويتنكرون للجميل ،
ويكفرون المعروف ، قال تعالى : )فَإِذَا
رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65) .
ولقد
امتن الله تعالى على العباد بأنه هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء ، وأن ذلك دليل من دلائل الألوهية ،وبرهان من براهين الوحدانية ،
ولكن الناس قليلا ما يتذكرون : )أَمَّنْ
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)
(النمل:62)
إشراقة : على المرأة أن تقر في البيت ؛ لأنها إنا لطيف سريع الإنكسار !.
ومضة : إياك وايذاء الآخرين فإنه دليل على الخذلان
الالماسة العاشرة : ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه
كوني كوجه النجم إشراقا ولا تخشي هموما أقبلت وظلاما
من
عيون أخبار أم البنين بنت عبد العزيز – أخت عمر بن عبد العزيز – مع الكرم
أنها كانت تدعو النساء إلى بيتها ، وتكسوهن الثياب الحسنة ، وتعطيهن
الدنانير ، وتقول : الكسوة لكن ، والدنيانير أقمنها بين فقرائكن – تريد
بذلك أن تعلمهن وتعودهن على البذل والجود – واثر عنها أنها كانت تقول : أف
للبخل ، والله لو كان ثوبا ما لبسته ، ولو كان طريقا ما سلكته .
ومن
أقوالها المأثورة في الكرم : جعل لكل قوم نهمة في شيء ، وجعلت نهمتي في
البذل والإعطاء ، والله للصلة والمواساة احب الي من الطعام الطيب على الجوع
، ومن الشراب البارد على الظمأ .
ولشدة
حرصها على الإنفاق ، ووضع المال في مواضعه ، واصطناع آيات المعروف كانت –
رحمها الله – تقول : ما حسدت أحداً قط على شيء إلا أن يكون ذا معروف ، فإني
كنت احب أن أشركه في ذلك .
هذه أم البنين ، وهذه أقوالها وأفعالها ، فأين شبيهات أم البنين ؟!
إشراقة : في موت الأنانية تكمن السعادة الحقة .
ومضة : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
الجمانة الأولى : أنت مسلمة لا شرقية ولا غربية
عسى فرج يكون عسى نعلل نفسنا بعسى
هذه موعظة من امرأة ألمانية مسلمة :
لا تنخدعن بالغرب في أفكاره وموضاته ، فهذا كله خدعة يستدرجوننا بها ليبعدونا عن ديننا تدريجيا ليستولوا على أموالنا .
الإسلام وأنظمته الأسرية هو الذي يوافق المرأة ؛ لأن من طبيعتها أن تستقر في البيت ، ولعلكم تسألون لم ؟
لأن
الله خلق الرجل أقوى من المرأة في تحمله وعقله وقوته الجسدية ، وخلق
المرأة عاطفية جياشة الشعور ، لا تملك الطاقة الجسدية التي هي للرجل .
وهي
إلى حد ما متقلبة المزاج عنه ، لذلك فالمنزل سن لها ، والمرأة المحبة
لزوجها وأولادها لا تترك منزلها من غير سبب ولا تختلط بالرجال اطلاقا . إن
99% من الإناث في الغرب لم يصلن إلى ما وصلن إليه من انحدار إلا بعد أن بعن
أنفسهن ، فلا خوف في قلوبهن لله .
وخروج المرأة
للعمل في العالم الغربي بهذا الشكل المكثف جعل الرجل يمارس دور المرأة ،
فقعد في البيت يغسل الصحون ، ويسكت الأطفال ، ويشرب الخمر ، وأنا اعلم أن
الإسلام لا يمانع في معاونة الرجل لزوجته في البيت ، بل يرغب في ذلك ، ولكن
ليس إلى الحد الذي تنقلب فيه الأدوار .
إشراقة : كن جميلا تر الوجود جميلا .
ومضة : ونيسرك لليسرا
الجمانة الثانية : انسي هموم وانغمسي في العمل
توكلنا على الرحمن إنا وجدنا الفوز للمتوكلينا
إذا
قمت بما يجب لعلاج مشكلة ما ، فانشغلي عنها بالهواية أو القراءة أو العمل ،
فإن (( الشغل )) هنا يحل مكان القلق ، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
، ولنفترض الآن أن المشكلة هي مرض ( الطفل ) ، فهنا يقوم الوالد ( الأب أو
الأم ) بكل ما يجب من علاج بدقة ، ثم يصرف وقته لما يشغله وينفعه .
ويحسن
بالإنسان وهو في غمار المشكلة الحاضرة أن يتذكر ما مر به في ماضيه من
مشكلات عويصة ، وخاصة تلك المشكلات الكبيرة التي هي اخطر من مشكل الآن ،
وكيف وفقه الله إلى حلها بحيث لم تعد ذكراها تثير فيه غير الابتسام والشعور
بالثقة في النفس ، إن الإنسان إذا تذكر ذلك يحس أن مشكلة اليوم مثل غيرها
ستمر وتحل – بإذن الله – وتصبح في خبر كان .
وليتلمس
الإنسان الجوانب الإيجابية في مشكلته ، وأنها من المؤكد أن تكون اشد واكثر
سلبية ، ولابن الجوزي هنا كلام نافع يقول فيه : (( من نزلت به بلية
فليتصورها أكثر مما هي عليه تهن ، وليتخيل ثوابها ، وليتوهم نزول أعظم منها
ير الربح في الاقتصار عليها ، وليتلمح سرعة زوالها فإنه لولا كرب الشدة ما
رجيت ساعات الراحة )).
إشراقة : قال أحد الحكماء : ما ندمت على ما لم أتكلم به قط ، ولقد ندمت على ما تكلمت به كثيرا .
ومضة : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
الجمانة الثالثة : نقاط تساعدك على السعادة
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
الحرص والطمع مهلكان ، وعلاجهما من دواء مركب كما يلي :
الاقتصاد
في المعيشة والرفق في الإنفاق ، فمن اتسع إنفاقه لم تمكنه القناعة ، بل
ركبه الحصر والطمع ، فالاقتصاد في المعيشة هو الأصل في القناعة ،وفي الخبر :
(( التدبير نصف المعيشة )).
أن لا تكوني شديدة القلق لأجل المستقبل ، واستعيني على ذلك بقصر الأمل ، وبالإيمان بأن الرزق الذي قدر لك لابد أن يأتيك .
تقوى الله ، فإن الله عز وجل يقول : ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) )وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ).
معرفة ما في القناعة من عز الاستغناء ، وما في الحرص والطمع من الذي ، والاعتبار بذلك .
اكثري من تأملك في أحوال الأنبياء والصالحين وقناعتهم وتواضع معيشتهم ، ورغبتهم في الباقيات الصالحات فاجعليهم قدوة لك .
انظري لمن هو دونك في أمور الدنيا .
إشراقة : إن العاقل لا يقنط من منافع الرأي ، ولا ييأس على حال ، ولا يدع الرأي والجهد .
ومضة : إن الله يدافع عن الذين آمنوا
الجماعة الرابعة : صلي حبلك بالله إذا انقطعت الحبال
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال
إن
العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في الأرض ، لا يهم أن تكون هذه
الحياة ناعمة رغدة ثرية بالمال ، فقد تكون به وقد لا يكون معها .
لكن في الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة ، في حدود الكفاية فيها ، ومن ذلك :
الاتصال بالله ، والثقة به ، والاطمئنان إلى رعايته ورضاه ، ومنها : الصحة والهدوء والرضا والبركة وسكن البيوت ومودات القلوب .
ومنها : الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة .
وليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل حتى يتصل القلب بما هو اعظم وأزكى وأبقى عند الله .
إشراقة : من القواعد المقررة أن عظماء الرجال يرثون عناصر عظمتهم من أمهاتهم.
ومضة : لا إله إلا الله
الجمانة الخامسة : لا أحد اسعد من المؤمنين بالله
سهل على نفسك الامورا وكن على مرها صبورها
قرأت
سير عشرات الأثرياء والعظماء في العالم الذين فاتهم الإيمان بالله عز وجل ،
فوجدت حياتهم تنتهي إلى شقاء ، ومستقبلهم إلى لعنة ، ومجدهم إلى خزي ، أين
هم الآن ؟ ، أين ما جمعوا من الأموال وكدسوا من الثروات ، وشادوا من
القصور ، وبنوا من الدور ؟ ، انتهى كل شيء!.. فبعضهم انتحر ، والبعض قتل ،
والآخر سجن ، والبقية قدموا للمحاكم ، جزاء لمعاصيهم وجرائمهم وتلاعبهم
وغيرهم ، صاروا اتعس الناس ، عندما توهموا أن الأموال قادرة أن تشتري لهم
كل شيء ، السعادة ، والحب ، والصحة ، والشباب ، ثم اكتشفوا بعد ذلك أن
السعادة الحقيقية والحب الحقيقي ، والصحة الكاملة والشباب الحقيقي لا تشترى
بمال !.. نعم يمكنهم أن يشتروا من السوق السعادة الخيالية ، والحب المزيف ،
والصحة الوهمية ، ولكن أموال الدنيا كلها تعجز أن تشتري قلبا ، أو تزرع
حبا ، أو تصنع هناء .
لا
أحد اسعد من المؤمنين بالله : لأنهم على نور من ربهم ، يحاسبون أنفسهم ،
يفعلون ما أمر الله ، يجتنبون ما حرم الله ، واسمع وصفهم في القران : )مَنْ
عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
إشراقة : ليس سعيدا من لا يريد أن يكون سعيدا .
ومضة : كل شيء بقضاء وقدر
الجمانة السادسة : حياة بلا بذخ ولا إسراف
خليلي لا والله ما من ملمة تدوم على حي وإن هي جلت
المرأة
المسلمة الصالحة تعد المائدة على قدر الحاجة ، فلا يتبقى عليها من الطعام
ما يوحي بإسرافها وسوء تدبيرها ، وقدوتها في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : __ ما كان يبقى على مائدة رسول
الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير قليل ولا كثير )).
وفي
رواية أخرى : (( ما رفعت مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها فضلة من طعام قط )).
ومما
نهى الإسلام عنه ، وعده من الإسراف في المعيشة ، استعمال آنية الذهب
والفضة في الطعام والشراب ، فعن أم سلمة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : (( الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار
جهنم )).
وفي رواية لمسلم : (( إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم )).
والحق
أن الإسلام كان حكيما في هذا التحريم ، فهذه الأمور من الفضوليات ، ومن
سمات المترفين ، والإسلام يحب دائما في اتباعه أن يكونوا متواضعين غير
مترفين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى
اليمن : (( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين )).
إشراقة : عندما تكفين عن النظر إلى بؤسك الداخلي ، تغتني .
ومضة : كوني عصية على النقد
الجمانة السابعة : عمل البر يشرح الصدر
وإذا تقطعت الحبال وأوصدت أبوابنا ، فالله يكشف كربنا
روت عائشة رضي الله عنها قالت :
جاءتني
مسكينة تحمل ابنتين لها ، فأعطت كل واحدة منهما تمرة ،ورفعت إلى فيها تمرة
لتأكلها ، فاستطعمتها ابنتاها ، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها
بينهما ، فأعجبني شأنها ، فذكرت الذي صنعت لرسول الله r فقال : (( إن الله قد أوجب لها بها الجنة ، أو اعتقها من النار )) .
وهذه
أم سلمة رضي الله عنها ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في إنفاقها
على بنيها فقالت : هل لي أجر في بني أبي سلمة أن انفق عليهم ، ولست
بتاركتهم هكذا وهكذا ، إنما هم بني ...؟
وتقرر أنها لن تتركهم قبل أن يجيبها النبي صلى الله عليه وسلم بالإيجاب ، فالفطرة إجابتها قبل إجابته .
انه
الإسلام يحض على المبرات ، وفعل الخيرات ، والعطف على الأرحام وصلتهم ،
وغرس الرحمة والود في المجتمع كي ينشأ الأبناء صالحين أبرارا ؟
إشراقة : كوني سعيدة .. ها هنا السعادة الحقيقية !
ومضة : المرأة زهر فواح وبلبل صداح
الجمانة الثامنة : الله ينجينا من كل كرب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا
حلقت الطائرة في الأفق البعيد ، وكانت معلقة بين السماء والأرض فأشر مؤشر
الخلل ، وظهرت دلائل العطل ، فذعر القائد ، وارتبك الركاب ، وضجت الأصوات،
فبكى الرجال ، وصاح النساء ، وفجع الأطفال ، وعم الرعب ، وخيم الهلع ، وعظم
الفزع ، ألحوا في النداء ، وعظم الدعاء : يا الله .. يا الله .. يا الله ،
فأتى لطفه ، وتنزلت رحمته ، وعظمت منته ، فهدأت القلوب ، وسكنت النفوس ، وهبطت الطائرة بسلام .
إذا
اعترض الجنين في بطن أمه ، وعسرت ولادته ، وصعبت وفادته ، وأوشكت الأم على
الهلاك ، وأيقنت بالممات ، لجأت إلى منفس الكربات ، وقاضي الحاجات ، ونادت
: يا الله . يا الله ، فزال أنينها ، وخرج جنينها .
إذا
حلت بالعالم معضلة ، وأشكلت عليه مسالة ، فتاه عنه الصواب ، وعز عليه
الجواب ، مرغ انفه بالتراب ، ونادى : يا الله .. يا الله ، يا معلم إبراهيم
علمني ، يا مفهم سليمان فهمني ، (( اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل ،
فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون ، ادئي لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء
إلى صراط مستقيم )) ، فيأتي التوفيق وتحل المغاليق ، سبحانه ما أرحمه !
إشراقة : إن الإنسان الأكثر سعادة هو ذاك الذي يصنع سعادة اكبر عدد من الأشخاص .
ومضة : الله الله ... في النساء
الجمانة التاسعة : إياك والغفلة !
لا تيأسن في النوب من فرجة تجلو الكرب
إياك
والغفلة ، وهي الشرود عن الذكر ، وترك الصلاة ، والإعراض عن القرآن ، وهجر
المحاضرات والدروس النافعة ، فهذه من أسباب الغفلة ، ثم يقسو القلب ،
ويطبع عليه ، فلا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا ، ولا يفقه في دين الله
شيئا ، فيبقى صاحبه قاسيا حزينا مكدرا بائسا ، وهذه من عواقب الغفلة في
الدنيا ، فكيف بالآخرة ؟ !.
وإذن
فعليك بتجنب أسباب الغفلة الآنفة ، والله الله في أن يكون لسانك رطبا من
ذكر الله ، تسبيحا وتهليلا وتكبيرا وتحميدا واستغفارا وصلاة على رسوله r في كل وقت وآن ، وأنت قائمة أو قاعدة أو على جنبك ، حينها تجدين السعادة تغمرك وتنهل عليك ، وهذا من أثر الذكر ؛ ) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28)
إشراقة : لا تنتظري أن تكوني سعيدة لي تبتسمي ، ابتسمي لكي تكوني سعيدة !
ومضة : توقعي السعادة ولا تتوقعي الشقاء
الجمانة العاشرة : ابتسمي للحياة
ابني من الكوخ قصرا وانسجي حللا من بيتك الطين لا من قصرك العاجي
عندما
تبتسمين وقلبك مليء بالهموم فإنك بذلك تخففين من معاناتك وتفتحين لك بابا
نحو الانفراج .. لا تترددي في أن تبتسمي ، إن في داخلك طاقة مفعمة
بالابتسام ، فحاذري أن تكتميها ؛ لأن ذلك يعني أن تخنقي نفسك في زجاجة
العذاب والألم ، إنه ما ضرك أن تبتسمي ، وأن تتحدثي مع الآخرين بلغة
الأعماق ، ما أروع شفاهنا عندما تتحدث بلغة الابتسامة !
إن
ستيفان جزال يقول : (( الابتسامة واجب اجتماعي )) ، وهو فيما يقول صائب ؛
لأنك عندما تريدين أن تخالطي الناس يجب عليك أن تحسني مخالطتهم ، وأن تدركي
أن الحياة الاجتماعية تتطلب منك مهارات إنسانية لابد وان تتقنيها ، ومن
بين تلك المهارات كانت الابتسامة قدرا اجتماعيا مشتركا بين الجميع ، فأنت
عندما تبتسمين في وجوه الآخرين تمنحينهم جمال الحياة ، وروح التفاؤل ،
وتبشرينهم بأجمل ما يتمنون ، لكنك حينما تقابلين الآخرين بوجه نزعت الرحمة
منه ، إنك تعذبينهم بهذا المنظر ، وتعكرين صفو حياتهم ، فلماذا ترضين لنفسك
أن تكوني سببا في تعاسة حياة الآخرين ؟!
إشراقة : إن المجد لا يعط إلا أولئك الذين حلموا به دوما
الخاتمة
والآن ..
وبعد
قراءتك لهذا الكتاب ، ودعي الحزن ، واهجري الهم ، وفارقي منازل الكآبة ،
وارتحلي عن خيام اليأس والإحباط ، وتعالي إلى محراب الإيمان ، وكعبة الأنس
بالله ، ومقام الرضا بقضائه وقدره ، لتبدئي حياة جديدة لكن سعيدة ، وأياما
أخرى لكن جميلة ، حياة بلا تردد ، ولا قلق ، ولا ارتباك ، وأياما بلا ملل ،
ولا سأم ، ولا ضجر ، حينها يناديك منادي الإيمان ، من على جبل الأمل ، في
وادي الرضا ، ليهتف بالبشرى : أنت ( اسعد امرأة في العالم ) .
|
Keine Kommentare :